سبحان القائل في محكم كتابه
"ومن الليل فسبَّحه و إدبار النجوم"
قال احد العلماء
"أي اذكره واعبده بالتلاوة و الصلاة بالليل"
إن الليل شأن عظيم وفضل جزيل
و أثر كبير على من استغل
دقائقه بالتقرب الى الله عز وجل
وأحيا ساعاته
بالتذلل والانكسار بين يدي رب الارض والسماء
قال الرسول صلى الله عليه وسلم
"ينزل الله عز وجل إلى سماء الدنيا
كل ليله حين يمضي ثلث الليل الاول فيقول
أنا الملك أنا الملك من ذا الذي يدعوني فاستجيب له؟؟ من ذا الذي يسألني فأعطيه ؟؟
من ذا الذي يستغفرني فأغفر له فلا يزال كذلك حتى يضيء الفجر..
من منا لا يحتاج الى تلك الساعات
ساعات المناجاة و التذلل و الانكسار
بين يديه طلبا لرضاه و رحمته فذنوبنا تكاثفت بل تعاظمت و ملأت الارض
وما احوجنا للتقرب الى الله
و السعي لنيل رضاه
قال أحدهم:
إذا كنت أعلم علماً يقيناً
بأن جميع حياتي كساعة
فلم لا أكون ضنينا بها
وأجعلها في صلاة وطاعة
لنعلم جميعا ان قائم الليل
يجني من قيامه ثمرات عظيمه في الدنيا والآخر
فمن ثمرات القيام
*التنعم برؤية وجهه جل جلاله في الاخره
و هذه هي أعظم اللذات على الاطلاق
*و سبيل للفوز بمحبة الله
عن أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله:
((إن في الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها
وباطنها من ظاهرها، أعدها الله لمن ألان الكلام
وأطعم الطعام، وتابع الصيام، وصلى بالليل والناس نيام)).
كان بعض السلف نائما ذات ليله فأتاه آت في منامه فقال له
"قم فصل ؛ أما علمت أن مفاتيح الجنه مع أصحاب الليل هم خزانها
*سبب للفوز بالجنان
قال تعالى
"إن المتقين في جنات وعيون * آخذين ما آتاهم ربهم إنهم كانوا قبل ذلك محسنين
كانوا قليلا من الليل مايهجعون *وبالاسحار هم يستغفرون "
فتأمل كيف جعل الله من اسباب دخولهم الجنان قيامهم في ظلام الليل لمناجاته وذكره
قال ابن القيم رحمه الله
"تأمل كيف قابل ما أخفوه من قيام الليل بالجزاء
الذي أخفاه لهم مما لا تعلمه نفس وكيف قابل
قلقهم و خوفهم و اضطرابهم على مضاجعهم
حين يقومون إلى صلاة الليل
بـ قرة الأعين في الجنه
واينا لا يسعى للفوز بسلعة الله ..!
* محو الذنوب تكفير السيئات
عن أبي امامة الباهلي رضي الله عنه قال :
قال الرسول صلى الله عليه وسلم
"عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم وقربة إلى الله تعالى ومنهاة عن الاثم و تكفير للسيئات ومطردة للداء عن الجسد"
وقال الحاج رحمه الله
" وفي القيام فوائد أنه يحط الذنوب كما يحط الريح العاصف الورق الجاف من الشجره"
انشراح الصدر وسعادة القلب وطرد الغفلة عنه
ان انشراح الصدر و سعادة القلب لا تحصل للعبد الا بالصلة بربه والتقرب منه
و القيام صلة و تقرب ينال بها القائم السعادة و الراحة والطمأنينه
قال صلى الله عليه وسلم "يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد
يضرب على كل عقدة : عليك ليل طويل فارقد فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة
فإن توضأ انحلت عقدة
فإن صلى انحلت عقده كلهاا فأصبح نشيطا طيب النفس و إلا اصبح خبيث النفس كسلان!
قال "عطاء الخرساني" رحمه الله"
واصفا قائم الليل "ترى صاحب الليل منكسر الطرف فرح القلب"
واي الفريقين نحن!!!
سبب لاجابة الدعاء
إنه وسيلة ناجحه لأجابة الدعاء
وحصول المطلوب بدون مشقة وعناء
وفي صحيح مسلم أن النبي قال:
{ إن في الليل لساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله
فيها خيراً إلا آتاه، وذلك كل ليلة }.
*وثبات على طريق الاستقامه
وقد قرر الله تعالى ذلك
في قوله "واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة الا على الخاشعين"
قال سيد قطب تعليقا على الايه
"قد يضعف الصبر على الطاعات أو ينفذ إن لم يكن هناك زاد ومدد
ومن ثم تقرن الصلاة إلى الصبر
فهي المعين الذي لاينضب والزاد الذي لاينفذ"
|باختصار عن سيد قطب عن كتاب ظلال القرآن|
وطريق لحسن الخاتمه
طالما وقف قائم الليل وانتصب بين يدي ربه
وتضرع ، وانكسر وتذلل لمن خلقه
أفترى ربه يخذله في ساعة الفراق
حاشا وكلا..
بل يرعاه
ويكلأه
ويعينه ويثبته في آخر لحظه له في الحياة
أختك في الله