فضيلة القرآن والتنافس فيه
وقال صلى الله عليه وسلم:
الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: يا رب! منعته الطعام والشراب؛ فشفعني فيه، ويقول القرآن: يا رب! منعته النوم بالليل؛ فشفعني فيه
قال صلى الله عليه وسلم:
فيشفعان
أي: يشفع الله الصيام والقرآن للصائم القائم بالقرآن الكريم. وتدبر معي هذا الحديث الجميل الذي رواه البخاري و مسلم من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا حسد إلا في اثنتين)، والحسد هنا بمعنى الغبطة، والغبطة معناها: أن تتمنى أن ينعم الله عز وجل على العبد الذي تطلعت إلى النعمة معه، وأنت في الوقت ذاته تتضرع إلى الله أن يمن عليك بمثل ما من به على أخيك
لكن الحسد: أن تتمنى زوال النعمة عن أخيك،
فشتان بين الحسد والغبطة! فسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
لا حسد إلا في اثنتين:
رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار، ورجل آتاه الله مالاً فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار)،
ربما يفهم الحديث بعض أحبابنا aفهماً قاصراً
فيقول: هل تريد منا يا أخي -بنص حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ذكرت الآن- أن نعكف على القرآن آناء الليل والنهار، وأن نترك أعمالنا وأشغالنا وتجاراتنا.. إلى آخره؟
فأقول: لا. ليس هذا هو المراد، وإنما المراد أن يداوم المسلم على قراءة القرآن بقدر ما يستطيع، وأن يكثر من قراءة القرآن بقدر ما يستطيع، بل تستطيع أنت أن تقرأ القرآن حتى وأنت في بعض أشغالك وأعمالك، إن لم يكن العمل يحتاج إلى صفاء ذهن وتركيز عقل؛ فهناك من الأعمال ما تستطيع أن تبدأها على الأقل بآيات من كتاب الله سبحانه وتعالى، فإن وجدت نفسك فارغاً من عمل لنفسك أو للمسلمين
فلا بأس أن تردد ما تحفظه أنت من كتاب الله سبحانه وتعالى، فالهدف أن يكثر المسلم من قراءة القرآن، وأن يداوم النظر في كتاب الله على قدر ما يستطيع، من باب قوله جل وعلا: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16].
وفي الصحيحين أيضاً من حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه)،
ومن جميل ما قاله سيدنا ورسولنا صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الذي رواه الترمذي وغيره بسند صحيح، وكذلك الإمام أحمد في مسنده من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
يقال لقارئ القرآن يوم القيامة: اقرأ وارتق -في درجات الجنة- ورتل كما كنت ترتل في الدنيا؛ فإن منزلتك عند آخر آية كنت تقرؤها)، انظر إلى هذه الدرجة العظيمة، وهذا الفضل العظيم الذي يناله قارئ القرآن.