مـنــتـــدى ** عــــــلى بــــــــــــــاب الجــنـــــــــة **
اسمح لي بأن أحييك يا الاخت الطيبة

وأرحب بك
فكم يسرنا ويسعدنا انضمامك لعائلتنا المتواضعة

التي لطالما ضمها منتدانا الغالي على قلوبنا

(( عـــــلى بـــاب الجــنة ))

وكم يشرفني أن أقدم لك
أخـوتنا وصداقـتـنا
التي تتسم بالطهر والمشاعر الصادقة
التي تنبع من قلوب مشرفيّ وأعضاء
هذا المنتدى السامي
أهــلا بكي أختي



الإدارة
الشامخة بديني
مـنــتـــدى ** عــــــلى بــــــــــــــاب الجــنـــــــــة **
اسمح لي بأن أحييك يا الاخت الطيبة

وأرحب بك
فكم يسرنا ويسعدنا انضمامك لعائلتنا المتواضعة

التي لطالما ضمها منتدانا الغالي على قلوبنا

(( عـــــلى بـــاب الجــنة ))

وكم يشرفني أن أقدم لك
أخـوتنا وصداقـتـنا
التي تتسم بالطهر والمشاعر الصادقة
التي تنبع من قلوب مشرفيّ وأعضاء
هذا المنتدى السامي
أهــلا بكي أختي



الإدارة
الشامخة بديني
مـنــتـــدى ** عــــــلى بــــــــــــــاب الجــنـــــــــة **
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مـنــتـــدى ** عــــــلى بــــــــــــــاب الجــنـــــــــة **


 
الرئيسيةالبوابهأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 باب من ابواب الجنة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
راجية التقى
المديرة الحنونة
المديرة الحنونة
راجية التقى


انثى
تاريخ التسجيل : 16/11/2009
العمر : 37
توقيع المنتدى : توقيع المنتدى

باب من ابواب الجنة Empty
مُساهمةموضوع: باب من ابواب الجنة   باب من ابواب الجنة Emptyالأربعاء يناير 06 2010, 21:10

المقدمة


إن الحمدَ لله نحمدُه ونستعينه ونستغفره، ونعوذُ باللـه من شرور أنفُسِنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده اللـه فلا مضلَّ له، ومن يُضلل فلا هادي له.
وأشهدُ أن لا إله إلا اللـه وحده لاشريك له، وأشهد أن محمداً عبدُه ورسُوله.
أما بعد

مساهمة مني في طريق الجهاد في سبيل الله لإعلاء كلمة الواحد الأحد قمت بجمع هذا المؤلف وهو من كتاب الله عز وجل ومن سنة نبيه صلى الله عليه وسلم وفيه التحريض والترغيب للجهاد في سبيل الله وأسميته باب من أبواب الجنة لقول الرسول صلى الله عليه وسلم
{ من أنفق زوجين في سبيل الله نودي في الجنة : يا عبد الله ! هذا خير ، فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة ، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد ، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة ، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان . قال أبو بكر الصديق : يا رسول الله ! ما على أحد يدعى من تلك الأبواب من ضرورة ، فهل يدعى أحد من تلك الأبواب كلها ؟ قال : نعم ، وأرجو أن تكون منهم } . أخرجه البخاري ومسلم

اسأل الله عز وجل أن يكون هذا العمل خالص لوجه الكريم وان يتقبل مني ومنكم وان يجعل لهذا العمل القبول وينفع به الامة انه ولى ذلك والقادر عليه
وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين


جمع وإعداد أختكم في الله ريحانة الجنة

قال تعالى :

{ فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللّهُ أَن يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَاللّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنكِيلاً }

يأمر تعالى عبده ورسوله محمدا صلى الله عليه وسلم بأن يباشر القتال بنفسه ومن نكل عنه فلا عليه منه ولهذا قال "لا تكلف إلا نفسك" قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي حدثنا محمد بن عمرو بن نبيح حدثنا حكام حدثنا الجراح الكندي عن أبي إسحاق قال: سألت البراء بن عازب عن الرجل يلقي المائة من العدو فيقاتل فيكون ممن قال الله فيه "ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة" قال: قد قال الله تعالى لنبيه"فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك وحرض المؤمنين" ورواه الإمام أحمد عن سليمان بن داود عن أبي بكر بن عياش عن أبي إسحاق قال: قلت للبراء: الرجل يحمل على المشركين أهو ممن ألقى بيده إلى التهلكة قال: لا إن الله بعث رسوله صلى الله عليه وسلم وقال "فقاتل قي سبيل الله لا تكلف إلا نفسك" إنما ذلك في النفقة. وكذا رواه ابن مردويه من طريق أبي بكر بن عياش وعلي بن صالح عن أبي إسحاق عن البراء به ثم قال ابن مردويه: حدثنا سليمان بن أحمد حدثنا أحمد بن النضر العسكري حدثنا مسلم بن عبدالرحمن الحرثي حدثنا محمد بن حمير حدثنا سفيان الثوري عن أبي إسحاق عن البراء قال: لما نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم "فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك وحرض المؤمنين" الآية قال لأصحابه "قد أمرني ربي بالقتال فقاتلوا" حديث غريب وقوله "وحرض المؤمنين" أي على القتال ورغبهم فيه وشجعهم عليه كما قال لهم صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم يوم بدر وهو يسوي الصفوف "قوموا إلى جنة عرضها السموات والأرض" وقد وردت أحاديث كثيرة في الترغيب في ذلك فمن ذلك ما رواه البخاري عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من آمن بالله ورسوله وأقام الصلاة وآتى الزكاة وصام رمضان كان حقا على الله أن يدخله الجنة هاجر في سبيل الله أو جلس في أرضه التي ولد فيها" قالوا: يا رسول الله أفلا نبشر الناس بذلك؟ فقال: "إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله بين كل درجتين كما بين السماء والأرض فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنه وسط الجنة وأعلى الجنة وفوقه عرش الرحمن ومنه تفجر أنهار الجنة" وروى من حديث عبادة ومعاذ وأبي الدرداء نحو ذلك. وعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يا أبا سعيد من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا ونبي ا وجبت له الجنة" قال: فعجب لها أبو سعيد فقال: أعدها علي يا رسول الله ففعل ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "وأخرى يرفع الله العبد بها مائة درجة في الجنة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض" قال: وما هى يا رسول الله؟ قال: "الجهاد في سبيل الله"


. وقوله "عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا" أي بتحريضك إياهم على القتال تنبعث هممهم على مناجزة الأعداء ومدافعتهم عن حوزة الإسلام وأهله ومقاومتهم ومصابرتهم .
وقوله تعالى والله أشد بأسا وأشد تنكيلا أى هو قادر عليهم في الدنيا والآخرة كما قال تعالى "ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض" الآية.

{ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ }

يخبر تعالى أن الشهداء في برزخهم أحياء يرزقون كما جاء في صحيح مسلم "إن أرواح الشهداء في حواصل طيور خضر تسرح في الجنة حيث شاءت ثم تأوي إلى قناديل معلقة تحت العرش فاطلع عليهم ربك اطلاعة فقال ماذا تبغون؟ فقالوا يا ربنا وأي شيء نبغي وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدا من خلقك؟ ثم عاد عليهم بمثل هذا فلما رأوا أنهم لا يتركون من أن يسألوا قالوا نريد أن تردنا إلى الدار الدنيا فنقاتل في سبيلك حتى نقتل فيك مرة أخرى - لما يرون من ثواب الشهادة - فيقول الرب جل جلاله "إنى كتبت أنهم إليها لا يرجعون". وفي الحديث الذي رواه الإمام أحمد عن الإمام الشافعي عن الإمام مالك عن الزهري عن عبدالرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "نسمة المؤمن طائر تعلق فى شجر الجنة حتى يرجعه الله إلى جسده يوم يبعثه" ففيه دلالة لعموم المؤمنين أيضا وإن كان الشهداء قد خصصوا بالذكر في القرآن تشريفا لهم وتكريما وتعظيما.

{ وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ }

يخبر تعالى عن الشهداء بأنهم وإن قتلوا في هذه الدار فإن أرواحهم حية مرزوقة في دار القرار. قال محمد بن جرير: حدثنا محمد بن مرزوق حدثنا عمرو بن يونس عن عكرمة حدثنا إسحق بن أبي طلحة حدثني أنس بن مالك في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين أرسلهم نبي الله إلى أهل بئر معونه قال: لا أدري أربعين أو سبعين وعلى ذلك الماء عامر بن الطفيل الجعفري فخرج أولئك النفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتوا غارا مشرفا على الماء فقعدوا فيه ثم قال بعضهم لبعض أيكم يبلغ رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل هذا الماء فقال - أراه أبو ملحان الأنصاري ـ أنا أبلغ رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج حتى أتى حول بيتهم فاجتثى أمام البيوت ثم قال يا أهل بئر معونة إني رسول الله إليكم إني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله فآمنوا بالله ورسوله فخرج إليه رجل من كسر البيت برمح فضربه في جنبه حتى خرج من الشق الآخر فقال: الله أكبر فزت ورب الكعبة فاتبعوا أثره حتى أتوا أصحابه في الغار فقتلهم أجميعن عامر بن الطفيل وقال ابن إسحق: حدثني أنس بن مالك أن الله أنزل فيهم قرآنا بلغوا عنا قومنا أنا قد لقينا ربنا فرضي عنا ورضينا عنه ثم نسخت فرفعت بعد ما قرأناها زمانا وأنزل الله تعالى "ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون" وقد قال مسلم في صحيحه: حدثنا محمد بن عبدالله بن نمير حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن عبدالله بن مرة عن مسروق قال: إنا سألنا عبدالله عن هذه الآية. "ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون" فقال: أما إنا قد سألنا عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "أرواحهم في جوف طير خضر لها قناديل معلقة بالعرش تسرح من الجنة حيث شاءت ثم تأوي إلى تلك القناديل فاطلع عليهم ربهم إطلاعة فقال: هل تشتهون شيئا؟ فقالوا: أي شيء نشتهي ونحن نسرح من الجنة حيث شئنا؟ ففعل ذلك بهم ثلاث مرات فلما رأوا أنهم لن يتركوا من أن يسألوا قالوا: يا رب نريد أن ترد أرواحنا في أجسادنا حتى نقتل في سبيلك مرة أخرى فلما رأى أن ليس لهم حاجة تركوا" وقد روي نحوه من حديث أنس وأبي سعيد " حديث آخر" قال الإمام أحمد حدثنا عبدالصمد حدثنا حماد حدثنا ثابت عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "ما من نفس تموت لها عند الله خير يسرها أن ترجع إلى الدنيا إلا الشهيد فإنه يسره أن يرجع إلى الدنيا فيقتل مرة أخرى مما يرى من فضل الشهادة" تفرد به مسلم من طريق حماد. " حديث آخر" قال الإمام أحمد: حدثنا علي بن عبدالله المديني حدثنا سفيان بن محمد بن علي بن ربيعة السلمي عن عبدالله بن محمد بن عقيل عن جابر قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم "أعلمت أن الله أحيا أباك فقال له: تمن فقال له أردّ الدنيا فأقتل فيك مرة أخرى قال: إني قضيت أنهم إليها لا يرجعون" تفرد به أحمد من هذا الوجه. وقد ثبت في الصحيحين وغيرهما أن أبا جابر وهو عبدالله بن عمر وبن حرام الأنصاري رضي الله عنه قتل يوم أحد شهيدا. قال البخاري: وقال أبو الوليد عن شعبة عن ابن المنكدر سمعت جابرا قال: لما قتل أبي جعلت أبكي وأكشف الثوب عن وجهه فجعل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهوني والنبي صلى الله عليه وسلم لم ينه فقال النبي صلى الله عليه وسلم "لا تبكه- أو ما تبكيه - ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها حتى رفع" وقد أسنده هو ومسلم والنسائي من طرق عن شعبة عن محمد بن المنكدر عن جابر قال: لما قتل أبي يوم أحد جعلت أكشف الثوب عن وجهه وأبكي وذكر تمامة بنحوه " حديث آخر" قال الإمام أحمد: حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن أبي إسحق حدثنا إسماعيل بن أمية بن عمرو بن سعيد عن أبي الزبير المكي عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لما أصيب إخوانكم يوم أحد جعل الله أرواحهم في أجواف طير خضر ترد أنهار الجنة وتأكل من ثمارها وتأوي إلى قناديل من ذهب في ظل العرش فلما وجدوا طيب مأكلهم ومشربهم وحسن مقيلهم قالوا يا ليت إخواننا يعلمون ما صنع الله بنا لئلا يزهدوا في الجهاد ولا ينكلوا عن الحرب فقال الله عز وجل: أنا أبلغهم عنكم فأنزل الله هذه الآيات "ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون" وما بعدها". وهكذا رواه أحمد ورواه ابن جرير عن يونس عن ابن وهب عن إسماعيل بن عياش عن محمد بن إسحق به. ورواه أبو داود والحاكم في مستدركه من حديث عبدالله بن إدريس عن محمد بن إسحق به ورواه أبو داود والحاكم عن إسماعيل بن أمية عن أبي الزبير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما فذكره وهذا أثبت. وكذا رواه سفيان الثوري عن سالم الأفطس عن سعيد بن جبير عن ابن عباس - وروى الحاكم في مستدركه من حديث أبي إسحق الفزاري عن سفيان بن إسماعيل بن أبي خالد عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: نزلت هذه الآية في حمزة وأصحابه ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون" ثم قال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وكذا قال قتادة والربيع والضحاك أنها نزلت في قتلى أحد. " حديث آخر" قال أبو بكر بن مردويه: حدثنا عبدالله بن جعفر حدثنا هارون بن سليمان أنبأنا علي بن عبدالله المديني أنبأنا موسى بن إبراهيم بن كثير بن بشير بن الفاكه الأنصاري سمعت طلحة بن خراش بن عبدالرحمن بن خراش بن الصمت الأنصاري قال: سمعت جابر بن عبدالله قال: نظر إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال "يا جابر مالي أراك مهتما؟" قلت يا رسول الله استشهد أبي وترك دينا وعيالا قال: فقال "ألا أخبرك ما كلم الله أحد قط إلا من وراء حجاب وإنه كلم أباك كفاحا" قال علي: والكفاح المواجهة "قال سلني أعطك قال: أسألك أن أرد إلى الدنيا فأقتل فيك ثانية فقال الرب عز وجل إنه قد سبق مني القول أنهم إليها لا يرجعون قال أي رب فأبلغ من ورائي فأنزل الله "ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا" الآية. ثم رواه من طريق أخرى عن محمد بن سليمان بن سليط الأنصاري عن أبيه عن جابر به نحوه وكذا رواه البيهقي في دلائل النبوة من طريق علي بن المديني به وقد رواه البيهقي أيضا من حديث أبي عبادة الأنصاري وهو عيسى بن عبدالله إن شاء الله عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت: قال النبي صلى الله عليه وسلم لجابر "يا جابر ألا أبشرك" قال: بلى بشرك الله بالخير قال "شعرت بأن الله أحيا أباك فقال تمن علي عبدي ما شت أعطكه قال: يا رب ما عبدتك حق عبادتك أتمنى عليك أن تردني إلى الدنيا فأقاتل مع نبيك وأقتل فيك مرة أخرى قال إنه سلف مني أنه إليها لا يرجع". " حديث آخر" قال الإمام أحمد حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن ابن إسحق حدثنا الحارث بن فضيل الأنصاري عن محمود بن لبيد عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "الشهداء على بارق نهر بباب الجنة فيه قبة خضراء يخرج إليهم رزقهم من الجنة بكرة وعشية" تفرد به أحمد وقد رواه ابن جريج عن أبي كريب حدثنا عبدالرحمن بن سليمان وعبيدة عن محمد بن إسحق وبه وهو إسناد جيد وكأن الشهداء أقسام منهم من تسرح أرواحهم في الجنة ومنهم من يكون على هذا النهر بباب الجنة وقد يحتمل أن يكون منتهى سيرهم إلى هذا النهر فيجتمعون هنالك ويغدى عليهم برزقهم هناك ويراح والله أعلم - وقد روينا في مسند الإمام أحمد حديثا فيه البشارة لكل مؤمن بأن روحه تكون في الجنة تسرح أيضا فيها وتأكل من ثمارها وترى ما فيها من النضرة والسرور وتشاهد ما أعد الله لها من الكرامة وهو بإسناد صحيح عزيز عظيم اجتمع فيه ثلاثة من الأئمة الأربعة أصحاب المذاهب المتبعة فإن الإمام أحمد رحمه الله رواه عن محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله عن مالك بن أنس الأصبحي رحمه الله عن الزهري عن عبدالرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم "نسمة المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة حتى يرجعه الله إلى جسده يوم يبعثه" قوله "يعلق" أي يأكل وفي هذا الحديث "إن روح المؤمن تكون على شكل طائر في الجنة" وأما أرواح الشهداء فكما تقدم في حواصل طير خضر فهي كالكواكب بالنسبة إلى أرواح عموم المؤمنين فإنها تطير بأنفسها فنسأل الله الكريم المنان أن يميتنا على الإيمان.

{فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون }
أي الشهداء الذين قتلوا في سبيل الله أحياء عند ربهم وهم فرحون بما هم فيه من النعمة والغبطة ومستبشرون بإخوانهم الذين يقتلون بعدهم في سبيل الله أنهم يقدمون عليهم وأنهم لا يخافون مما أمامهم ولا يحزنون على ما تركوه وراءهم نسأل الله الجنة وقال محمد بن إسحق "ويستبشرون" أي ويسرون بلحوق من لحقهم من إخوانهم على ما مضوا عليه من جهادهم ليشركوهم فيما هم فيه من ثواب الله الذي أعطاهم قال السدي يؤتى الشهيد بكتاب فيه يقدم عليك فلان يوم كذا وكذا ويقدم عليك فلان يوم كذا وكذا فيسر بذلك كما يسر أهل الدنيا بغائبهم إذا قدم قال سعيد بن جبير: لما دخلوا الجنة ورأوا ما فيها من الكرامة للشهداء قالوا: يا ليت إخواننا الذين في الدنيا يعلمون ما عرفناه من الكرامة فإذا شهدوا القتال باشروها بأنفسهم حتى يستشهدوا فيصيبوا ما أصبنا من الخير فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأمرهم وما هم فيه من الكرامة وأخبرهم أي ربهم أني قد أنزلت على نبيكم وأخبرته بأمركم وما أنتم فيه فاستبشروا بذلك فذلك قوله "ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم" الآية وقد ثبت في الصحيحين عن أنس في قصة أصحاب بئر معونة السبعين من الأنصار الذين قتلوا في غداة واحدة وقنت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو على الذين قتلوهم ويلعنهم قال أنس: ونزل فيهم قرآن قرأناه حتى رفع "أن بلغوا عنا قومنا أنا قد لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا".

{ لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلاًّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا }



قال البخاري حدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة عن أبي إسحاق عن البراء قال: لما نزلت "لا يستوي القاعدون من المؤمنين" دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم زيدا فكتبها فجاء ابن أم مكتوم فشكا ضرارته فأنزل الله غير أولى الضرر حدثنا محمد بن يوسف عن إسرائيل عن أبى إسحاق عن البراء قال لما نزلت "لا يستوي القاعدون من المؤمنين" قال النبي صلى الله عليه وسلم "ادع فلانا" فجاءه ومعه الدواة واللوح والكتب فقال "اكتب "لا يستوى القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله " وخلف النبي صلى الله عليه وسلم ابن أم مكتوم فقال يا رسول الله أنا ضرير فنزلت مكانها لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولى الضرر والمجاهدون في سبيل الله قال البخاري أيضا حدثنا إسماعيل بن عبدالله حدثني إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان عن ابن شهاب حدثني سهل بن سعد الساعدي أنه رأى مروان بن الحكم في المسجد قال فأقبلت حتى جلست إلى جنبه فأخبرنا أن زيد بن ثابت أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أملى علي "لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله" فجاءه ابن أم مكتوم وهو يمليها علي قال يا رسول الله والله لو أستطيع الجهاد لجاهدت وكان أعمى فأنزل الله على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان فخذه على فخذي فثقلت علي حتى خفت أن ترضى فخذي ثم سري عنه فأنزل "الله غير أولى الضرر" تفرد به البخاري دون مسلم وقد روي من وجه آخر عند الإمام أحمد عن زيد فقال حدثنا سليمان بن داود أنبأنا عبدالرحمن عن أبي الزناد عن خارجة بن زيد قال: قال زيد بن ثابت: إني قاعد إلى جنب النبي صلى الله عليه وسلم إذ أوحي إليه وغشيته السكينة قال فرفع فخذه على فخذي حين غشيته السكينة قال زيد فلا والله ما وجدت شيئا قط أثقل من فخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم سري عنه فقال " اكتب يا زيد" فأخذت كتفا فقال "اكتب لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون إلى قوله "أجرا عظيما" " فكتبت ذلك في كتف فقام حين سمعها ابن أم مكتوم وكان رجلا أعمى فقال حين سمع فضيلة المجاهد بن يا رسول الله وكيف بمن لا يستطيع الجهاد ومن هو أعمى وأشباه ذلك قال زيد فوالله ما قضى كلامه أوما هو إلا أن قضي كلامه - غشيت النبي صلى الله عليه وسلم السكينة فوقعت فخذه على فخذي فوجدت ممن ثقلها كما وجدت في المرة الأولى ثم سري عنه فقال " اقرأ " فقرأت عليه لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون" فقال النبي صلى الله عليه وسلم "غير أولي الضرر" قال زيد فألحقتها فوالله كأني أنظر إلى ملحقها عند صدع كان في الكتف. ورواه أبو داود عن سعيد بن منصور عن عبدالرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه به نحوه. وقال عبدالرزاق أنبأنا معمر أنبأنا الزهري عن قبيصة بن ذؤيب عن زيد بن ثابت قال كنت أكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "اكتب لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله ". فجاء عبد الله ابن أم مكتوم فقال يا رسول الله إني أحب الجهاد في سبيل الله ولكن بي من الزمانة ما قد ترى وذهب بصري قال زيد فثقلت فخذ رسول الله صلى عليه وسلم على فخذي حتى خشيت أن ترضها ثم سري عنه ثم قال "اكتب لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولى الضرر والمجاهدون في سبيل الله " رواه ابن أبي حاتم وابن جرير وقال عبدالرازق أخبرنا ابن جريج أخبرني عبدالكريم هو ابن مالك الجريري أن مقسما مولى عبدالله بن الحارث أخبره أن ابن عباس أخبره لا يستوي القاعدون من المؤمنين عن بدر والخارجون إلى بدر انفرد به البخاري دون مسلم وقد رواه الترمذي من طريق حجاج عن ابن جريج عن عبدالكريم عن مقسم عن ابن عباس قال لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر عن بدر والخارجون إلى بدر. ولما نزلت غزوة بدر قال عبدالله بن جحش وابن أم مكتوم إنا أعميان يا رسول الله فهل لنا رخصة؟ فنزلت لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر "وفضل الله المجاهدين على القاعدين درجة فهؤلاء القاعدون غير أولي الضرر وفضل الله المجاهد بن على القاعدين أجرا عظيما درجات منه" على القاعدين من المؤمنين غير أولى الضرر". هذا لفظ الترمذي ثم قال هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه فقوله لا يستوي القاعدون من المؤمنين كان مطلقا فلما نزل بوحي سريع "غير أولي الضرر" صار ذلك مخرجا لذوي الأعذار المبيحة لترك الجهاد من العمى والعرج والمرضى عن مساواتهم للمجاهدين في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم ثم أخبر تعالى بفضيلة المجاهدين على القاعدين قال ابن عباس: "غير أولي الضرر" وكذا ينبغي أن يكون كما ثبت في صحيح البخاري من طريق زهير بن معاوية عن حميد عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إن بالمدينة أقواما ما سرتم من مسير ولا قطعتم من واد إلا وهم معكم فيه" قالوا وهم بالمدينة يا رسول الله؟ قال "نعم حبسهم العذر" وهكذا رواه أحمد عن محمد بن عدي عن حميد عن أنس به وعلقه البخاري مجزوما ورواه أبو داود عن حماد بن سلمة عن حميد عن موسى بن أنس بن مالك عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " لقد تركتم بالمدينة أقواما ما سرتم من مسير ولا أنفقتم من نفقة ولا قطعتم من واد إلا وهم معكم فيه" قالوا وكيف يا رسول الله يكونون معنا فيه؟ قال" نعم حبسهم العذر " لفظ أبي داود وفي هذا المعنى قال الشاعر:

يا راحلين إلى البيت العتيق لقد سرتم جسوما وسرنا نحن أرواحا
إنا أقمنا عـلى عـذر وعن قـــدر ومن أقام على عذر فقد راحــا


وقوله "وكلا وعد الله الحسنى" أي الجنة والجزاء الجزيل. وفيه دلالة على أن الجهاد ليس بفرض عين بل هو فرض. على الكفاية. قال تعالى "وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما" ثم أخبر سبحانه بما فضلهم به من الدرجات في غرف الجنان العاليات ومغفرة الذنوب والزلات وأحوال الرحمة والبركات إحسانا منه وتكريما.

{ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ }

قال العوفي في تفسيره عن ابن عباس في تفسيره هذه الآية قال: إن المشركين قالوا عمارة بيت الله وقيام على السقاية خير ممن آمن وجاهد وكانوا يفخرون بالحرم ويستكبرون به من أجل أنهم أهله وعماره فذكر الله استكبارهم وإعراضهم فقال لأهل الحرم من المشركين " قد كانت آياتي تتلى عليكم فكنتم على أعقابكم تنكصون مستكبرين به سامرا تهجرون " يعني أنهم كانوا يستكبرون بالحرم قال " به سامرا " كانوا يسمرون به ويهجرون القرآن والنبي صلى الله عليه وسلم فخير الله الإيمان والجهاد مع النبي صلى الله عليه وسلم على عمارة المشركين البيت وقيامهم على السقاية ولم يكن ينفعهم عند الله مع الشرك به وإن كانوا يعمرون بيته ويحرمون به. قال الله تعالى " لا يستوون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين " يعني الذين زعموا أنهم أهل العمارة فسماهم الله ظالمين بشركهم فلم تغن عنهم العمارة شيئا. وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في تفسير هذه الآية قال: قد نزلت في العباس بن عبد المطلب حين أسر ببدر قال لئن كنتم سبقتمونا بالإسلام والهجرة والجهاد لقد كنا نعمر المسجد الحرام نسقي ونفك العاني قال الله عز وجل " أجعلتم سقاية الحاج - إلى قوله - والله لا يهدي القوم الظالمين " يعني أن ذلك كله كان في الشرك ولا أقبل ما كان في الشرك وقال الضحاك بن مزاحم أقبل المسلمون على العباس وأصحابه الذين أسروا يوم بدر يعيرونهم بالشرك فقال العباس أما والله لقد كنا نعمر المسجد الحرام ونفك العاني ونحجب البيت ونسقي الحاج فأنزل الله " أجعلتم سقاية الحاج " الآية. وقال عبدالرزاق: أخبرنا ابن عيينة عن إسماعيل عن الشعبي قال: نزلت في علي والعباس رضي الله عنهما بما تكلما في ذلك. وقال ابن جرير: حدثنا يونس أخبرنا ابن وهب أخبرني ابن لهيعة عن أبي صخر قال: سمعت محمد بن كعب القرظي يقول: افتخر طلحة بن شيبة من بني عبد الدار وعباس بن عبد المطلب وعلي بن أبي طالب فقال طلحة أنا صاحب البيت معي مفتاحه ولو أشاء بت فيه وقال العباس أنا صاحب السقاية والقائم عليها ولو أشاء بت في المسجد فقال علي رضي الله عنه ما أدري ما تقولان لقد صليت إلى القبلة ستة أشهر قبل الناس وأنا صاحب الجهاد فأنزل الله عز وجل " أجعلتم سقاية الحاج " الآية كلها وهكذا قال السدي إلا أنه قال: افتخر علي والعباس وشيبة بن عثمان وذكر نحوه وقال عبدالرزاق: أخبرنا معمر عن عمرو عن الحسن قال: نزلت في علي وعباس وشيبة تكلموا في ذلك فقال العباس ما أراني إلا أني تارك سقايتنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أقيموا على سقايتكم فإن لكم فيها خيرا " ورواه محمد بن ثور عن معمر عن الحسن فذكر نحوه وقد ورد في تفسير هذه الآية حديث مرفوع فلابد من ذكره هنا قال عبدالرزاق أخبرنا معمر عن يحيى بن أبي كثير عن النعمان بن بشير رضي الله عنه أن رجلا قال: ما أبالي أن لا أعمل عملا بعد الإسلام إلا أن أسقي الحاج. وقال آخر: ما أبالي أن لا أعمل عملا بعد الإسلام إلا أن أعمر المسجد الحرام. وقال آخر: الجهاد في سبيل الله أفضل مما قلتم. فزجرهم عمر رضي الله عنه. وقال: لا ترفعوا أصواتكم عند منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك يوم الجمعة ولكن إذا صلينا الجمعة دخلنا على النبي صلى الله عليه وسلم فسألناه. فنزلت " أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام - إلى قوله -لا يستوون عند الله ". " طريق أخرى "قال الوليد بن مسلم: حدثتي معاوية بن سلام عن جده أبي سلام الأسود عن النعمان بن بشير الأنصاري قال: كنت عند منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفر من أصحابه فقال رجل منهم: ما أبالي أن لا أعمل لله عملا بعد الإسلام إلا أن أسقي الحاج. وقال آخر: بل عمارة المسجد الحرام. وقال آخر: بل الجهاد في سبيل الله خير مما قلتم فزجره عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقال: لا ترفعوا أصواتكم عند منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك يوم الجمعة ولكن إذا صليت الجمعة دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستفتيته فيما اختلفتم فيه. قال ففعل فأنزل الله عز وجل " أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام - إلى قوله - والله لا يهدي القوم الظالمين " ورواه مسلم في صحيحه وأبو داود وابن جرير وهذا لفظه وابن مردويه وابن أبي حاتم في تفاسيرهم وابن حبان في صحيحه.

{ انْفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}

قال سفيان الثوري عن أبيه عن أبي الضحى مسلم بن صبيح: هذه الآية " انفروا خفافا وثقالا " أول ما نزل من سورة براءة وقال معتمر بن سليمان عن أبيه قال: زعم حضرمي أنه ذكر له أن ناسا كانوا عسى أن يكون أحدهم عليا وكبيرا فيقول إنى لا آثم فأنزل الله " انفروا خفافا وثقالا " الآية أمر الله تعالى بالنفير العام مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عام غزوة تبوك لقتال أعداء الله من الروم الكفرة من أهل الكتاب وحتم على المؤمنين في الخروج معه على كل حال في المنشط والمكره والعسر واليسر فقال " انفروا خفافا وثقالا " وقال علي بن زيد عن أنس عن أبي طلحة: كهولا وشبانا ما سمع الله عذر أحد ثم خرج إلى الشام فقاتل حتى قتل وفي رواية قرأ أبو طلحة سورة براءة فأتى على هذه الآية " انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله " فقال: أرى ربنا استنفرنا شيوخا وشبانا جهزوني يا بني فقال بنوه: يرحمك الله قد غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى مات ومع أبي بكر حتى مات ومع عمر حتى مات فنحن نغزو عنك فأبى فركب البحر فمات فلم يجدوا له جزيرة يدفنوه فيها إلا بعد تسعة أيام فلم يتغير فدفنوه فيها وهكذا روي عن ابن عباس وعكرمة وأبي صالح والحسن البصري وسهيل بن عطية ومقاتل بن حيان والشعبي وزيد بن أسلم أنهم قالوا في تفسير هذه الآية " انفروا خفافا وثقالا " كهولا وشبانا. وكذا قال عكرمة والضحاك ومقاتل بن حيان وغير واحد وقال مجاهد: شبانا وشيوخا وأغنياء ومساكين وكذا قال أبو صالح وغيره قال الحكم بن عتيبة: مشاغيل وغير مشاغيل وقال العوفي عن ابن عباس في قوله تعالى " انفروا خفافا وثقالا " يقول انفروا نشاطا وغير نشاط وكذا قال قتادة وقال ابن أبي نجيح عن مجاهد " انفروا خفافا وثقالا " قالوا: فإن فينا الثقيل وذو الحاجة والضيعة والشغل والمتيسر به أمره فأنزل الله وأبى أن يعذرهم دون أن ينفروا " خفافا وثقالا " أي على ما كان منهم. وقال الحسن بن أبي الحسن البصري أيضا في العسر واليسر وهذا كله من مقتضيات العموم في الآية وهذا اختيار ابن جرير. وقال الإمام أبو عمرو الأوزاعي: إذا كان النفير إلى دروب الروم نفر الناس إليها خفافا وركبانا وإذا كان النفير إلى هذه السواحل نفروا إليها خفافا وثقالا وركبانا ومشاة وهذا تفصيل في المسألة وقد روي عن ابن عباس ومحمد بن كعب وعطاء الخراساني وغيرهم أن هذه الآية منسوخة بقوله تعالى " فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة " وسيأتي الكلام على ذلك إن شاء الله وقال السدي قوله " انفروا خفافا وثقالا " يقول غنيا وفقيرا وقويا وضعيفا فجاءه رجل يومئذ زعموا أنه المقداد وكان عظيما سمينا فشكى إليه وسأله أن يأذن له فأبى فنزلت يومئذ " انفروا خفافا وثقالا" فلما نزلت هذه الآية اشتد على الناش فنسخها الله تعالى " ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله ورسوله " وقال ابن جرير: حدثني يعقوب حدثنا ابن علية حدثنا أيوب عن محمد قال: شهد أبو أيوب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بدرا ثم لم يتخلف عن غزاة للمسلمين إلا عاما واحدا قال وكان أبو أيوب يقول: قال الله تعالى " انفروا خفافا وثقالا فلا أجدني إلا خفيفا أو ثقيلا وقال ابن جرير: حدثني سعيد بن عمر السكوني حدثنا بقية حدثنا جرير حدثني عبدالرحمن بن ميسرة حدثني أبو راشد الحراني قال: وافيت المقدام بن الأسود فارس رسول الله صلى الله عليه وإله وسلم جالسا على تابوت من توابيت الصيارفة بحمص وقد فصل عنها من عظمه يريد الغزو فقلت له قد أعذر الله إليك فقال أتت علينا سورة البعوث " انفروا خفافا وثقالا " وقال ابن جرير: حدثني حيان بن زيد الشرعي قال: نفرنا مع صفوان بن عمرو وكان واليا على حمص قبل الأفسوس إلى الجراجمة فرأيت شيخا كبيرا هما قد سقط حاجباه على عينيه من أهل دمشق على راحلته فيمن أغار فأقبلت إليه فقلت يا عم لقد أعذر الله إليك قال: فرفع حاجبيه فقال يا بن أخي استنفرنا الله خفافا وثقالا ألا إنه من يحبه الله يبتليه ثم يعيده الله فيبقيه وإنما يبتلي الله من عبادة من شكر وصبر وذكر ولم يعبد إلا الله عز وجل. ثم رغب تعالى في النفقة في سبيله وبذل المهج في مرضاته ومرضاة رسوله فقال " وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون " أي هذا خير لكم في الدنيا والآخرة لأنكم تغرمون في النفقة قليلا فيغنمكم الله أموال عدوكم في الدنيا مع ما يدخر لكم من الكرامة في الآخرة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم " تكفل الله للمجاهد في سبيله إن توفاه أن يدخله الجنة أو يرده إلى منزله بما نال من أجر أو غنيمة " ولهذا قال تعالى " كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون " ومن هذا القبيل ما رواه الإمام أحمد: حدثنا محمد بن أبي عدي عن حميد عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وإله وسلم قال لرجل " " أسلم "قال أجدني كارها قال أسلم ولو كنت كارها ".


{ لاَ يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أَن يُجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ}

يقول تعالى هلا تركتهم لما استأذنوك فلم تأذن لأحد منهم في القعود لتعلم الصادق منهم في إظهار طاعتك من الكاذب فإنهم قد كانوا مصرين على القعود عن الغزو وإن لم تأذن لهم فيه. ولهذا أخبر تعالى أنه لا يستأذنه في القعود عن الغزو أحد يؤمن بالله ورسوله فقال " لا يستأذنك " أي في القعود عن الغزو ". الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم " لأنهم يرون الجهاد قربة ولما ندبهم إليه بادروا وامتثلوا ".

{ إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }

يخبر تعالى أنه عاوض من عباده المؤمنين عن أنفسهم وأموالهم إذ بذلوها في سبيله بالجنة وهذا من فضله وكرمه وإحسانه فإنه قبل العوض عما يملكه بما تفضل به على عبيده المطيعين له. ولهذا قال الحسن البصري وقتادة: بايعهم والله فأغلى ثمنهم. وقال شمر بن عطية ما من مسلم إلا وللّه عز وجل في عنقه بيعة وفي بها أو مات عليها ثم تلا هذه الآية. ولهذا يقال من حمل في سبيل الله بايع الله أي قبل هذا العقد ووفى به. وقال محمد بن كعب القرظي وغيره قال عبدالله بن رواحة رضي الله عنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم يعني ليلة العقبة اشترط لربك ولنفسك ما شئت فقال " أشترط لربي أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وأشترط لنفسي أن تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأموالكم " قالوا: فما لنا إذا فعلنا ذلك؟ قال " الجنة " قالوا ربح البيع لا نقيل ولا نستقيل فنزلت " إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم " الآية وقوله " يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون " أي سواء قتلوا أو قتلوا أو اجتمع لهم هذا وهذا فقد وجبت لهم الجنة. ولهذا جاء في الصحيحين " وتكفل الله لمن خرج في سبيله لا يخرجه إلا جهاد في سبيلي وتصديق برسلي بأن توفاه أن يدخله الجنة أو يرجعه إلى منزله الذي خرج منه نائلا ما نال من أجر أو غنيمة " وقوله " وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن " تأكيد لهذا الوعد وإخبار بأنه قد كتبه على نفسه الكريمة وأنزله على رسله في كتبه الكبار وهي التوراة المنزلة على موسى والإنجيل المنزل على عيسى والقرآن المنزل على محمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين. وقوله " ومن أوفى بعده من الله " فإنه لا يخلف الميعاد. هذا كقوله " ومن أصدق من الله حديثا " ومن أصدق من الله قليلا " ولهذا قال " فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم " أي فليستبشر من قام بمقتضى هذا العقد ووفى بهذا العهد بالفوز العظيم والنعيم المقيم.

{ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُوْلَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يُهَاجِرُواْ مَا لَكُم مِّن وَلاَيَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُواْ وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلاَّ عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }
ذكر تعالى أصناف المؤمنين وقسمهم إلى مهاجرين خرجوا من ديارهم وأموالهم وجاءوا لنصر الله ورسوله وإقامة دينه وبذلوا أموالهم وأنفسهم في ذلك وإلى أنصار وهم المسلمون من أهل المدينة إذ ذاك آووا إخوانهم المهاجرين في منازلهم وواسوهم في أموالهم ونصروا الله ورسوله بالقتال معهم فهؤلاء "بعضهم أولياء بعض" أي كل منهم أحق بالآخر من كل وأحد ولهذا آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار كل اثنين أخوان فكانوا يتوارثون بذلك إرثا مقدما على القرابة حتى نسخ الله تعالى ذلك بالمواريث. ثبت ذلك في صحيح البخاري عن ابن عباس ورواه العوفي وعلي بن أبي طلحة عنه وقال مجاهد وعكرمة والحسن وقتادة وغير واحد. قال الإمام أحمد: حدثنا وكيع عن شريك عن عاصم عن أبي وائل عن جرير وهو ابن عبدالله البجلي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "المهاجرون والأنصار بعضهم أولياء بعض والطلقاء من قريش والعتقاء من ثقيف بعضهم أولياء بعض إلى يوم القيامة" تفرد به أحمد. وقال الحافظ أبو يعلى: حدثنا سفيان حدثنا عكرمة يعني ابن إبراهيم الأزدي حدثنا عاصم عن شقيق عن ابن مسعود قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "المهاجرون والأنصار والطلقاء من قريش والعتقاء من ثقيف بعضهم أولياء بعض في الدنيا والآخرة" هكذا رواه في مسند عبدالله بن مسعود. وقد أثنى الله ورسوله على المهاجرين والأنصار في غير ما آية في كتابه فقال "والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار" الآية وقال "لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة" الآية وقال تعالى "للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة" الآية وأحسن ما قيل في قوله "ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا" أي لا يحسدونهم على فضل ما أعطاهم الله على هجرتهم فإن ظاهر الآيات تقديم المهاجرين على الأنصار وهذا أمر مجمع عليه بين العلماء لا يختلفون في ذلك ولهذا قال الإمام أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبدالخالق البزار في مسنده: حدثنا محمد بن معمر حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب عن حذيفة قال: خيرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الهجرة والنصرة فاخترت الهجرة ثم قال لا نعرفه إلا من هذا الوجه وقوله تعالى "والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم" قرأ حمزة ولايتهم بالكسر والباقون بالفتح وهما واحد كالدلالة والدلالة "من شيء حتى يهاجروا" هذا هو الصنف الثالث من المؤمنين وهم الذين آمنوا ولم يهاجروا بل أقاموا في بواديهم فهؤلاء ليس لهم في المغانم نصيب ولا في خمسها إلا ما حضروا فيه القتال. كما قال أحمد: حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه عن يزيد بن الخصيب الأسلمي رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث أميرا على سرية أو جيش أوصاه في خاصة نفسه بتقوى الله وبمن معه من المسلمين خيرا وقال "اغزوا باسم الله في سبيل الله قاتلوا من كفر بالله إذا لقيت عدوكم من المشركين فادعهم إلى إحدى ثلاث خصال - أو خلال - فأيتهن ما أجابوك إليها فاقبل منهم وكف عنهم ادعهم إلى الإسلام فإن أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين وأعلمهم إن فعلوا ذلك أن لهم ما للمهاجرين وأن عليهم ما على المهاجرين فإن أبوا واختاروا دارهم فأعلمهم أنهم يكونون كأعراب المسلمين يجري عليهم حكم الله الذي يجري على المؤمنين ولا يكون لهم في الفيء والغنيمة نصيب إلا أن يجاهدوا مع المسلمين فإن هم أبوا فادعهم إلى إعطاء الجزية. فإن أجابوا فاقبل منهم وكف عنهم فإن أبوا فاستعن بالله وقاتلهم" انفرد به مسلم وعنده زيادات أخر وقوله "وإن استنصركم في الدين فعليكم النصر" الآية يقول تعالى وإن استنصركم هؤلاء الأعراب الذين لم يهاجروا في قتال ديني على عدو لهم فانصروهم فإنه واجب عليكم نصرهم لأنهم إخوانكم في الدين إلا أن يستنصروكم على قوم من الكفار بينكم وبينهم ميثاق أي مهادنة إلى مدة فلا تخفروا ذمتكم ولا تنقضوا أيمانكم مع الذين عاهدتم وهذا مروي عن ابن عباس رضي الله عنه.

{ فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلاَفَ رَسُولِ اللّهِ وَكَرِهُواْ أَن يُجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَقَالُواْ لاَ تَنفِرُواْ فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ }
يقول تعالى ذاما للمنافقين المتخلفين عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك وفرحوا بقعودهم بعد خروجه " وكرهوا أن يجاهدوا " معه " بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله وقالوا " أي بعضهم لبعض " لا تنفروا في الحر " وذلك أن الخروج في غزوة تبوك كان في شدة الحر عند طيب الظلال والثمار فلهذا قالوا " لا تنفروا في الحر " قال الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم " قل " لهم " نار جهنم " التي تصيرون إليها بمخالفتكم " أشد حرا " مما فررتم منه من الحر بل أشد حرا من النار كما قال الإمام مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال. " نار بني آدم التي توقدونها جزء من سبعين جزءا من نار جهنم " فقالوا يا رسول الله إن كانت لكافية فقال " فضلت عليها بتسعة وستين جزءا " أخرجاه في الصحيحين من حديث مالك به وقال الإمام أحمد حدثنا سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إن ناركم هذه جزء من سبعين جزءا من نار جهنم وضربت في البحر مرتين ولولا ذلك ما جعل الله فيها منفعة لأحد ". وهذا أيضا إسناده صحيح وقد روى الإمام أبو عيسى الترمذي وابن ماجه عن ابن عباس الدوري وعن يحيى بن أبي بكير عن شريك عن عاصم عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أوقد الله على النار ألف سنة حتى احمرت ثم أوقد عليها ألف سنة حتى ابيضت ثم أوقد عليها ألف سنة حتى اسودت فهي سوداء كالليل المظلم " ثم قال الترمذي لا أعلم أحدا رفعه غير يحيى. كذا قال وقد رواه الحافظ أبو بكر بن مردويه عن إبراهيم بن محمد عن محمد بن الحسين بن مكرم عن عبيد الله بن سعيد عن عمه عن شريك وهو ابن عبدالله النخعي به وروى أيضا ابن مردويه من رواية مبارك بن فضالة عن ثابت عن أنس قال تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم " نارا وقودها الناس والحجارة " قال " أوقد عليها ألف عام حتى ابيضت وألف عام حتى احمرت وألف عام حتى اسودت فهي سوداء كالليل لا يضيء لهيبها ". وروى الحافظ أبو القاسم الطبراني من حديث تمام بن نجيح وقد اختلف فيه عن الحسن عن أنس رفعه " لو أن شرارة بالمشرق - أي من نار جهنم - لوجد حرها من بالمغرب ". وروى الحافظ أبو يعلي عن إسحاق بن أبي إسرائيل عن أبي عبيدة الحداد عن هشام بن حسان عن محمد بن شبيب عن جعفر بن أبي وحشية عن سعيد بن جبير عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لو كان في هذا المسجد مائة ألف أو يزيدون وفيهم رجل من أهل النار فتنفس فأصابهم نفسه لاحترق المسجد ومن فيه " غريب. وقال الأعمش عن أبي إسحاق عن النعمان بن بشير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن أهون أهل النار عذابا يوم القيامة لمن له نعلان وشراكان من نار جهنم يغلي منهما دماغه كما يغلي المرجل لا يرى أن أحدا من أهل النار أشد عذابا منه وإنه أهونهم عذابا ". أخرجاه في الصحيحين من حديث الأعمش وقال مسلم أيضا حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا يحيى بن أبي كثير حدثنا زهير بن محمد عن سهيل بن أبي صالح عن النعمان بن أبي عياش عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إن أدنى أهل النار عذابا يوم القيامة ينتعل بنعلين من نار يغلي دماغه من حرارة نعليه " وقال الإمام أحمد حدثنا يحيى عن ابن عجلان سمعت أبي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إن أدنى أهل النار عذابا رجل يجعل له نعلان يغلي منهما دماغه " وهذا إسناد جيد قوي رجاله على شرط مسلم والله أعلم والأحاديث والآثار النبوية في هذا كثيرة وقال الله تعالى في كتابه العزيز " كلا إنها لظى نزاعة للشوى " وقال تعالى " يصب من فوق رءوسهم الحميم يصهر به ما في بطونهم والجلود ولهم مقامع من حديد كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها وذوقوا عذاب الحريق


عدل سابقا من قبل ريحانة الجنة في الأربعاء يناير 06 2010, 21:12 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://tawbadz.mam9.com
راجية التقى
المديرة الحنونة
المديرة الحنونة
راجية التقى


انثى
تاريخ التسجيل : 16/11/2009
العمر : 37
توقيع المنتدى : توقيع المنتدى

باب من ابواب الجنة Empty
مُساهمةموضوع: رد: باب من ابواب الجنة   باب من ابواب الجنة Emptyالأربعاء يناير 06 2010, 21:10

فضل الخوف في سبيل الله

عن عائشة رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يقول {‏ ‏ما خالط قلب امرئ مسلم ‏‏ رهج في سبيل الله إلا حرم الله عليه النار }
صحيح رواه احمد ‏
‏عن ‏ ‏أم مالك البهزية ‏رضي الله عنها‏ ‏قالت ‏ ذكر رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فتنة فقربها قالت قلت يا رسول الله من خير الناس فيها قال ‏{ ‏رجل في ماشيته يؤدي حقها ويعبد ربه ورجل آخذ برأس فرسه يخيف العدو ويخيفونه } حسن رواه الترمذي

فضل الجهاد في سبيل الله

عن ‏‏أبي هريرة ‏‏‏رضي الله عنه أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏سئل أي العمل أفضل فقال ‏‏{ إيمان بالله ورسوله قيل ثم ماذا قال الجهاد في سبيل الله قيل ثم ماذا قال حج ‏مبرور }
رواه البخاري
‏عن ‏‏أبي هريرة ‏‏رضي الله عنه ‏ ‏قال ‏سئل رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏أي الأعمال أفضل قال{ إيمان بالله قال ثم ماذا قال الجهاد في سبيل الله قال ثم ماذا قال حج مبرور }
رواه مسلم
‏عن ‏‏أبي سعيد ‏‏رضي الله عنه ‏قال ‏قال رجل أي الناس أفضل يا رسول الله قال ‏‏{ مؤمن يجاهد بنفسه وماله في سبيل الله قال ثم من قال ثم رجل معتزل في ‏ ‏شعب ‏ ‏من ‏ ‏الشعاب ‏ ‏يعبد ربه ويدع الناس من شره }
رواه البخاري ومسلم
‏عن ‏‏أبي سعيد ‏‏‏رضي الله عنه ‏قال ‏قيل يا رسول الله ‏ ‏أي المؤمنين أفضل قال {مؤمن يجاهد في سبيل الله بنفسه وماله قالوا ثم من قال مؤمن اعتزل في ‏ ‏شعب ‏‏من ‏الشعاب ‏أو ‏الشعبة ‏كفى الناس شره }
حسن رواه احمد
عن ‏ابن عباس ‏‏رضي الله عنه ‏أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏{ ‏ألا أخبركم بخير الناس منزلا} قلنا بلى يا رسول الله قال {رجل آخذ برأس فرسه في سبيل الله عز وجل حتى يموت أو يقتل وأخبركم بالذي يليه قلنا نعم يا رسول الله قال رجل معتزل في ‏ ‏شعب ‏ ‏يقيم الصلاة ‏ ‏ويؤتي الزكاة ويعتزل شرور الناس وأخبركم بشر الناس قلنا نعم يا رسول الله قال الذي يسأل بالله عز وجل ولا يعطي به }
صحيح رواه النسائي
‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏‏‏رضي الله عنه ‏قال ‏مر رجل من ‏ ‏أصحاب رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏بشعب فيه ‏ ‏عيينة من ماء عذبة فأعجبته لطيبها فقال لو اعتزلت الناس فأقمت في هذا ‏ ‏الشعب ‏ ‏ولن أفعل حتى أستأذن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فذكر ذلك لرسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقال ‏{ ‏لا تفعل فإن مقام أحدكم في سبيل الله أفضل من صلاته في بيته سبعين عاما ألا تحبون أن يغفر الله لكم ويدخلكم الجنة ‏ ‏اغزو في سبيل الله من قاتل في سبيل الله ‏ ‏فواق ناقة ‏ ‏وجبت له الجنة }
حسن رواه الترمذي







‏عن ‏‏أبي أمامة ‏رضي الله عنه ‏قال ‏خرجنا مع رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏في ‏سرية ‏من ‏سراياه ‏ ‏قال فمر رجل بغار فيه شيء من ماء قال فحدث نفسه بأن يقيم في ذلك الغار فيقوته ما كان فيه من ماء ويصيب ما حوله من البقل ‏ ‏ويتخلى من الدنيا ثم قال لو أني أتيت نبي الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فذكرت ذلك له فإن أذن لي فعلت وإلا لم أفعل فأتاه فقال يا نبي الله إني مررت بغار فيه ما يقوتني من الماء والبقل فحدثتني نفسي بأن أقيم فيه ‏ ‏وأتخلى من الدنيا قال فقال النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ { ‏إني لم أبعث باليهودية ولا بالنصرانية ولكني بعثت بالحنيفية السمحة والذي نفس ‏ ‏محمد ‏ ‏بيده لغدوة أو روحة في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها ولمقام أحدكم في الصف خير من صلاته ستين سنة }
حسن رواه احمد
‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏‏‏رضي الله عنه ‏قال ‏قيل للنبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ما يعدل الجهاد في سبيل الله عز وجل قال{ لا تستطيعونه } قال فأعادوا عليه مرتين أو ثلاثا كل ذلك يقول { لا تستطيعونه } وقال في الثالثة ‏ ‏{مثل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم القائم ‏القانت ‏بآيات الله لا ‏‏يفتر ‏من صيام ولاصلاة حتى يرجع المجاهد في سبيل الله تعالى }
رواه مسلم
عن أبي هريرة ‏‏رضي الله عنه قال ‏جاء رجل إلى رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقال دلني على عمل ‏ ‏يعدل ‏ ‏الجهاد قال ‏‏{ لا أجده قال هل تستطيع إذا خرج المجاهد أن تدخل مسجدك فتقوم ولا ‏ ‏تفتر ‏ ‏وتصوم ولا تفطر قال ومن يستطيع ذلك } ‏
‏قال ‏ ‏أبو هريرة ‏ ‏إن فرس المجاهد ليستن في طوله فيكتب له حسنات
رواه البخاري
‏عن ‏ ‏أبي سعيد الخدري ‏‏رضي الله عنه ‏أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال{ يا ‏‏أبا سعيد ‏ ‏من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا ‏ ‏وبمحمد ‏ ‏نبيا وجبت له الجنة }فعجب لها ‏ ‏أبو سعيد ‏ ‏فقال أعدها علي يا رسول الله ففعل ثم قال { وأخرى يرفع بها العبد مائة درجة في الجنة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض قال وما هي يا رسول الله قال الجهاد في سبيل الله الجهاد في سبيل الله }
رواه مسلم والنسائي
‏عن ‏ ‏أبي بكر بن أبي موسى الأشعري ‏ ‏قال سمعت ‏ ‏أبي ‏ ‏بحضرة العدو ‏ ‏يقول ‏قال رسول الله ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏{ إن أبواب الجنة تحت ظلال السيوف فقال رجل من القوم رث الهيئة أأنت سمعت هذا من رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يذكره قال نعم فرجع إلى أصحابه فقال أقرأ عليكم السلام وكسر ‏‏جفن ‏‏سيفه فضرب به حتى قتل } رواه مسلم والترمذي
‏عن ‏ ‏أنس بن مالك ‏‏قال ‏بعث رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏بسيسة ‏عينا ‏ينظر ما صنعت عير ‏‏أبي سفيان فجاء وما في البيت أحد غيري وغير رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال لا أدري ما استثنى بعض نسائه قال فحدثه الحديث قال فخرج رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فتكلم فقال ‏{ ‏إن لنا طلبة فمن كان ‏ ‏ظهره ‏ ‏حاضرا فليركب معنا فجعل رجال يستأذنونه في ‏ظهرانهم ‏ ‏في علو المدينة ‏ ‏فقال لا إلا من كان ‏ ‏ظهره ‏حاضرا فانطلق رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏وأصحابه حتى سبقوا المشركين إلى ‏ ‏بدر ‏ ‏وجاء المشركون فقال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏لا يقدمن أحد منكم إلى شيء حتى أكون أنا ‏ ‏دونه ‏ ‏فدنا المشركون فقال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏‏ قوموا إلى جنة عرضها السموات والأرض قال يقول ‏ ‏عمير بن الحمام الأنصاري ‏ ‏يا رسول الله جنة عرضها السموات والأرض قال نعم قال ‏ ‏بخ بخ ‏فقال رسول الله ‏صلى الله عليه وسلم ‏‏ما يحملك على قولك ‏ ‏بخ بخ ‏ ‏قال لا والله يا رسول الله إلا رجاءة أن أكون من أهلها قال فإنك من أهلها فأخرج تمرات من ‏ ‏قرنه ‏ ‏فجعل يأكل منهن ثم قال لئن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة قال فرمى بما كان معه من التمر ثم قاتلهم حتى قتل }
رواه مسلم
‏عن ‏عبد الله بن حبشي الخثعمي ‏‏رضي الله عنه ‏أن النبي ‏‏صلى الله عليه وسلم ‏‏سئل أي الأعمال أفضل قال
‏{ ‏إيمان لا شك فيه وجهاد لا ‏غلول ‏فيه وحجة مبرورة قيل فأي الصلاة أفضل قال طول ‏ ‏القنوت ‏قيل فأي الصدقة أفضل قال ‏جهد المقل ‏ ‏قيل فأي الهجرة أفضل قال من هجر ما حرم الله عز وجل قيل فأي الجهاد أفضل قال من جاهد المشركين بماله ونفسه قيل فأي القتل أشرف قال من أهريق ‏‏دمه ‏وعقر‏جواده }
صحيح رواه النسائي
‏عن معاذ بن أنس ‏‏رضي الله عنه عن النبي ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏أن امرأة أتته فقالت يا رسول الله انطلق زوجي غازيا وكنت أقتدي بصلاته إذا صلى وبفعله كله فأخبرني بعمل يبلغني عمله حتى يرجع فقال لها ‏{ ‏أتستطيعين أن تقومي ولا تقعدي وتصومي ولا تفطري وتذكري الله تبارك وتعالى ولا تفتري حتى يرجع قالت ما أطيق هذا يا رسول الله فقال والذي نفسي بيده لو طوقتيه ما بلغت العشر من عمله حتى يرجع }
حسن رواه احمد
‏عن ‏ ‏النعمان بن بشير ‏‏‏رضي الله عنه ‏قال ‏قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم { مثل ‏‏المجاهد ‏في سبيل الله كمثل الصائم نهاره والقائم ليله حتى يرجع متى يرجع }
صحيح رواه أحمد

فضل الكلم في سبيل الله

‏عن ‏معاذ بن جبل ‏‏رضي الله عنه ‏عن النبي ‏صلى الله عليه وسلم ‏قال { من قاتل في سبيل الله من رجل مسلم ‏فواق ناقة ‏وجبت له الجنة ومن جرح جرحا في سبيل الله أو نكب نكبة فإنها تجيء يوم القيامة كأغزر ما كانت لونها ‏ ‏الزعفران ‏ ‏وريحها كالمسك }
صحيح رواه الترمذي وغيره
‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏رضي الله عنه ‏أن رسول الله ‏صلى الله عليه وسلم ‏قال { والذي نفسي بيده ‏ ‏لا يكلم ‏أحد في سبيل الله والله أعلم بمن ‏‏ يكلم ‏ ‏في سبيله إلا جاء يوم القيامة واللون لون الدم والريح ريح المسك }
رواه البخاري
‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏‏‏رضي الله عنه عن النبي ‏صلى الله عليه وسلم ‏قال { ‏‏كل كلم ‏‏يكلمه ‏المسلم في سبيل الله يكون يوم القيامة كهيئتها إذ طعنت تفجر دما اللون لون الدم ‏ ‏والعرف ‏ ‏عرف ‏ ‏المسك }
رواه البخاري
‏عن ‏ ‏أبي أمامة ‏‏رضي الله عنه ‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال {‏ ‏ليس شيء أحب إلى الله من قطرتين ‏ ‏وأثرين ‏ ‏قطرة من دموع في خشية الله وقطرة دم ‏ ‏تهراق ‏ ‏في سبيل الله وأما ‏ ‏الأثران ‏ ‏فأثر ‏ ‏في سبيل الله ‏ ‏وأثر ‏ ‏في فريضة من فرائض الله ‏}
حسن رواه الترمذي


فضل من قتل كافر في سبيل الله



عن ‏‏أبي هريرة ‏‏‏رضي الله عنه أن رسول الله ‏صلى الله عليه وسلم ‏قال ‏‏{ لا يجتمع كافر وقاتله في النار أبدا }
رواه مسلم
‏عن ‏أبي هريرة ‏ رضي الله عنه أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏‏‏‏{ لا يجتمعان في النار اجتماعا يضر أحدهما مسلم قتل كافرا ثم ‏ ‏سدد ‏ ‏المسلم ‏ ‏أو ‏ ‏قارب ‏ ‏ولا يجتمعان في جوف عبد غبار في سبيل الله ودخان جهنم ولا يجتمعان في قلب عبد الإيمان ‏ ‏والشح }
حسن رواه احمد
‏عن ‏ ‏أبي هريرة رضي الله عنه ‏ ‏قال ‏قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏‏‏‏{ لا يجتمعان في النار أبدا اجتماعا يضر أحدهما قالوا من يا رسول الله قال مؤمن يقتله كافر ثم ‏ ‏يسدد ‏ ‏بعد ذلك }
حسن رواه احمد

فضل الشهادة في سبيل الله

‏أنس بن مالك ‏رضي الله عنه ‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏قال ‏‏{ما أحد يدخل الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا وله ما على الأرض من شيء إلا الشهيد يتمنى أن يرجع إلى الدنيا فيقتل عشر مرات لما يرى من الكرامة }
رواه البخاري ومسلم والترمذي
‏عن ‏‏أنس رضي الله عنه ‏‏قال ‏قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏‏{ يؤتى بالرجل من أهل الجنة فيقول الله عز وجل ‏ ‏يا ابن ‏ ‏آدم ‏ ‏كيف وجدت منزلك فيقول أي رب خير منزل فيقول سل وتمن فيقول أسألك أن تردني إلى الدنيا فأقتل في سبيلك عشر مرات لما يرى من فضل الشهادة }
صحيح رواه النسائي
عن أبي هريرة ‏ رضي الله عنه قال ‏سمعت رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يقول {والذي نفسي بيده ‏ ‏لولا أن رجالا يكرهون أن يتخلفوا بعدي ولا أجد ما ‏ ‏أحملهم ‏ ‏ما تخلفت لوددت أني أقتل في سبيل الله ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل }
رواه البخاري
‏عن ‏ ‏عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ‏أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏
قال {‏‏ يغفر للشهيد كل ذنب إلا الدين }
رواه مسلم
‏عن ‏أبي قتادة ‏رضي الله عنه عن رسول الله ‏صلى الله عليه وسلم ‏أنه قام فيهم فذكر لهم ‏ ‏أن الجهاد في سبيل الله والإيمان بالله أفضل الأعمال فقام رجل فقال يا رسول الله أرأيت إن قتلت في سبيل الله ‏ ‏تكفر ‏ ‏عني خطاياي فقال له رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏{ ‏نعم إن قتلت في سبيل الله وأنت صابر ‏‏ محتسب ‏ ‏مقبل غير مدبر} ثم قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ {‏كيف قلت } قال أرأيت إن قتلت في سبيل الله أتكفر عني خطاياي فقال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏{نعم وأنت صابر ‏‏ محتسب ‏ ‏مقبل غير مدبر إلا الدين فإن ‏ ‏جبريل ‏ ‏عليه السلام ‏ ‏قال لي ذلك }
رواه مسلم







‏عن ‏ ‏ابن أبي عميرة ‏رضي الله عنه أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏‏قال {‏ما من الناس نفس مسلم يقبضها الله عز وجل تحب أن تعود إليكم وأن لها الدنيا وما فيها غير الشهيد }‏
‏و قال ‏ ‏ابن أبي عميرة ‏ ‏قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏‏{ لأن أقتل في سبيل الله أحب إلي من أن يكون لي ‏ ‏المدر ‏ ‏والوبر }
صحيح رواه احمد
‏عن ‏ ‏أنس ‏ ‏رضي الله عنه ‏ ‏قال ‏غاب عمي ‏أنس بن النضر ‏عن قتال ‏ ‏بدر ‏ ‏فقال يا رسول الله غبت عن أول قتال قاتلت المشركين لئن الله أشهدني قتال المشركين ليرين الله ما أصنع فلما كان يوم ‏ ‏أحد ‏ ‏وانكشف المسلمون قال اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء ‏ ‏يعني أصحابه وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء ‏ ‏يعني المشركين ثم تقدم فاستقبله ‏ ‏سعد بن معاذ ‏ ‏فقال يا ‏سعد بن معاذ ‏ ‏الجنة ورب ‏ ‏النضر ‏ ‏إني أجد ريحها من دون ‏ ‏أحد ‏ ‏قال ‏ ‏سعد ‏ ‏فما استطعت يا رسول الله ما صنع قال ‏ ‏أنس ‏ ‏فوجدنا به بضعا وثمانين ضربة بالسيف أو طعنة برمح أو رمية بسهم ووجدناه قد قتل وقد مثل به المشركون فما عرفه أحد إلا ‏ ‏أخته ‏ ‏ببنانه ‏ ‏قال ‏ ‏أنس ‏ ‏كنا نرى أو نظن أن هذه الآية نزلت فيه وفي أشباهه
( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه)
رواه البخاري
‏عن ‏سمرة رضي الله عنه قال النبي ‏صلى الله عليه وسلم {‏‏ رأيت الليلة رجلين أتياني فصعدا بي الشجرة فأدخلاني دارا هي أحسن وأفضل لم أر قط أحسن منها قالا أما هذه الدار فدار الشهداء }
رواه البخاري
‏عن جابر بن عبد الله ‏ رضي الله عنه ‏يقول ‏ لما قتل ‏ ‏عبد الله بن عمرو بن حرام ‏ ‏يوم ‏ ‏أحد ‏ ‏قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يا ‏ ‏جابر ‏ ‏ألا أخبرك ما قال الله عز وجل لأبيك قلت بلى قال ‏‏{‏‏ ما كلم الله أحدا إلا من وراء حجاب وكلم أباك ‏ ‏كفاحا ‏ ‏فقال يا عبدي تمن علي أعطك قال يا رب ‏ ‏تحييني فأقتل فيك ثانية قال إنه سبق مني أنهم إليها لا يرجعون قال يا رب فأبلغ من ورائي فأنزل الله عز وجل هذه الآية
ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون }
صحيح رواه الترمذي
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {‏‏ رأيت جعفر بن أبي طالب ملكا يطير في الجنة مع الملائكة بجناحين }
حسن رواه الطبراني

‏عن ‏عبد الله بن عمر ‏رضي الله عنهما ‏قال ‏أمر رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏في ‏ ‏غزوة ‏ ‏مؤتة ‏ ‏زيد بن حارثة ‏ ‏فقال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏{ ‏إن قتل ‏ ‏زيد ‏ ‏فجعفر ‏ ‏وإن قتل ‏ ‏جعفر ‏ ‏فعبد الله بن رواحة ‏ ‏قال ‏ ‏عبد الله ‏ ‏كنت فيهم في تلك الغزوة فالتمسنا ‏‏ جعفر بن أبي طالب ‏ ‏فوجدناه في القتلى ووجدنا ما في جسده بضعا وتسعين من طعنة ورمية }
رواه البخاري
‏عن ‏جابر رضي الله عنه‏ ‏قال قالوا يا رسول الله ‏‏ أي الجهاد أفضل{ قال من ‏ ‏عقر ‏ ‏جواده ‏ ‏وأهريق ‏ ‏دمه }
صحيح رواه احمد
‏عن ‏أبي هريرة رضي الله عنه ‏ ‏قال ‏قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏‏{ ما يجد الشهيد من مس القتل إلا كما يجد أحدكم من مس القرصة }
صحيح رواه الترمذي وغيره
‏عن أبي الدرداء ‏رضي الله عنه ‏يقول قال رسول الله ‏‏صلى الله عليه وسلم {‏ ‏يشفع الشهيد في سبعين من أهل بيته ‏ }
حسن رواه ابوداود
‏عن ‏عتبة بن عبد السلمي ‏ رضي الله عنه ‏وكان من ‏ ‏أصحاب النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ { ‏القتل ثلاثة رجل مؤمن قاتل بنفسه وماله في سبيل الله حتى إذا لقي العدو قاتلهم حتى يقتل فذلك الشهيد المفتخر في خيمة الله تحت عرشه لا يفضله النبيون إلا بدرجة النبوة ورجل مؤمن ‏ ‏قرف ‏ ‏على نفسه من الذنوب والخطايا جاهد بنفسه وماله في سبيل الله حتى إذا لقي العدو قاتل حتى يقتل محيت ذنوبه وخطاياه إن السيف محاء الخطايا وأدخل من أي أبواب الجنة شاء فإن لها ثمانية أبواب ولجهنم ‏ ‏سبعة أبواب وبعضها أفضل من بعض ورجل منافق جاهد بنفسه وماله حتى إذا لقي العدو قاتل في سبيل الله حتى يقتل فإن ذلك في النار السيف لا يمحو النفاق }
حسن رواه احمد
‏عن ‏ ‏نعيم بن همار رضي الله عنه ‏أن رجلا سأل النبي ‏‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏أي الشهداء أفضل قال ‏{ ‏الذين إن يلقوا في الصف يلفتون وجوههم حتى يقتلوا أولئك ينطلقون في ‏ ‏الغرف ‏ ‏العلى من الجنة ويضحك إليهم ربهم وإذا ضحك ربك إلى عبد في الدنيا فلا حساب عليه }
صحيح رواه احمد

عن أبي سعيد رضي الله عنه قال قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم { أفضل الجهاد عند الله يوم القيامة الذين يلقون في الصف الأول فلا يلفتون وجوههم حتى يقتلوا ، اولئك يتلبطون في الغرف العلى من الجنة ينظر إليهم ربك ، إن ربك إذا ضحك إلى قوم فلا حساب عليهم }
صحيح رواه الطبراني السلسلة الصحيحة
عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنه قال قال رسول الله ‏صلى الله عليه وسلم {أول ثلة يدخلون الجنة الفقراء المهاجرون الذين تتقى بهم المكاره ، إذا أمروا سمعوا وأطاعوا ، وإن كانت للرجل منهم حاجة إلى السلطان لم تقض له حتى يموت وهي في صدره ، وإن الله عز وجل ليدعويوم القيامة الجنة فتأتي بزخرفها وزينتها فيقول : أين عبادي الذين قاتلوا في سبيلي وقوتلوا وأوذوا في سبيلي ، وجاهدوا في سبيلي ادخلوا الجنة ، فيدخلونها بغير حساب . وتأتي الملائكة فيسجدون ، فيقولون : ربنا نحن نسبح بحمدك الليل والنهار ونقدس لك ، من هؤلاء الذين آثرتهم علينا ؟ فيقول الرب عز وجل : هؤلاء عبادي الذين قاتلوا في سبيلي ، وأوذوا في سبيلي ، فتدخل عليهم الملائكة من كل باب { سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار }}
صحيح رواه الأصبهاني السلسلة الصحيحة
‏عن ‏ ‏المقدام بن معدي كرب الكندي ‏ رضي الله عنه ‏قال ‏قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم
‏‏{ إن للشهيد عند الله عز وجل ‏ ‏قال ‏ ‏الحكم ‏ ‏ست خصال ‏ ‏أن يغفر له في أول دفعة من دمه ‏ ‏ويرى ‏ ‏قال ‏ ‏الحكم ‏ ‏ويرى مقعده ‏ ‏من الجنة ‏ ‏ويحلى ‏ ‏حلة ‏ ‏الإيمان ويزوج من الحور العين ‏ ‏ويجار ‏ ‏من عذاب القبر ويأمن من الفزع الأكبر ‏ ‏قال ‏ ‏الحكم ‏ ‏يوم الفزع الأكبر ‏ ‏ويوضع على رأسه تاج الوقار الياقوتة منه خير من الدنيا وما فيها ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين ويشفع في سبعين إنسانا من أقاربه }
صحيح رواه احمد
‏عن ‏ ‏المقدام بن معدي كرب رضي الله عنه ‏ ‏قال ‏قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏‏{ للشهيد عند الله ست خصال يغفر له في أول ‏ ‏دفعة ‏ ‏ويرى مقعده من الجنة ‏ ‏ويجار ‏ ‏من عذاب القبر ويأمن من ‏ ‏الفزع الأكبر ‏ ‏ويوضع على رأسه تاج الوقار الياقوتة منها خير من الدنيا وما فيها ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين ‏ ‏ويشفع ‏ ‏في سبعين من أقاربه }
صحيح رواه الترمذي وابن ماجة
‏عن ‏ابن عباس ‏رضي الله عنهما ‏قال ‏ قال رسول الله ‏‏صلى الله عليه وسلم ‏‏{ الشهداء على بارق نهر بباب الجنة في قبة خضراء يخرج عليهم رزقهم من الجنة بكرة وعشيا }
حسن رواه احمد


عن ‏ ‏ابن عباس ‏ رضي الله عنهما ‏قال ‏قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏‏{ لما أصيب إخوانكم ‏ ‏بأحد ‏ ‏جعل الله أرواحهم في جوف طير خضر ترد أنهار الجنة تأكل من ثمارها ‏ ‏وتأوي ‏ ‏إلى ‏ ‏قناديل ‏ ‏من ذهب معلقة في ظل العرش فلما وجدوا طيب مأكلهم ومشربهم ‏ ‏ومقيلهم ‏ ‏قالوا من يبلغ إخواننا عنا أنا أحياء في الجنة نرزق لئلا يزهدوا في الجهاد ولا ‏ ‏ينكلوا ‏ ‏عند الحرب فقال الله سبحانه أنا أبلغهم عنكم قال فأنزل الله { ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون }}
حسن رواه أبو داود
عن ‏ ‏راشد بن سعد ‏ ‏عن ‏ ‏رجل ‏ ‏من ‏ ‏أصحاب النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏أن رجلا قال يا رسول الله ما بال المؤمنين ‏ ‏يفتنون ‏ ‏في قبورهم إلا الشهيد قال ‏‏{ كفى ببارقة السيوف على رأسه ‏ ‏فتنة }
صحيح رواه النسائي
‏عن أنس بن مالك رضي الله عنه ‏أن ‏ ‏أم الربيع بنت البراء ‏ ‏وهي ‏ ‏أم حارثة بن سراقة ‏ ‏أتت النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقالت يا نبي الله ألا تحدثني عن ‏ ‏حارثة ‏ ‏وكان قتل يوم ‏ ‏بدر ‏ ‏أصابه سهم ‏ ‏غرب ‏ ‏فإن كان في الجنة صبرت وإن كان غير ذلك اجتهدت عليه في البكاء قال ‏‏{ يا ‏‏ أم حارثة ‏ ‏إنها جنان في الجنة وإن ابنك أصاب الفردوس الأعلى }
رواه البخاري
‏عن ‏ ‏عبد الله بن مسعود ‏ رضي الله عنه ‏قال ‏قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏‏{ عجب ربنا عز وجل من رجل غزا في سبيل الله فانهزم ‏ ‏يعني أصحابه ‏ ‏فعلم ما عليه فرجع حتى ‏ ‏أهريق دمه ‏ ‏فيقول الله تعالى لملائكته انظروا إلى عبدي رجع رغبة فيما عندي وشفقة مما عندي حتى ‏ ‏أهريق دمه }
حسن رواه ابوداود
‏أنس بن مالك ‏ رضي الله عنه ‏قال ‏جاء ناس إلى النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقالوا أن ابعث معنا رجالا يعلمونا القرآن والسنة فبعث إليهم سبعين رجلا من ‏ ‏الأنصار ‏ ‏يقال لهم القراء فيهم خالي ‏ ‏حرام ‏ ‏يقرءون القرآن ويتدارسون بالليل يتعلمون وكانوا بالنهار يجيئون بالماء فيضعونه في المسجد ويحتطبون فيبيعونه ويشترون به الطعام ‏ ‏لأهل الصفة ‏ ‏وللفقراء فبعثهم النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏إليهم فعرضوا لهم فقتلوهم قبل أن يبلغوا المكان فقالوا اللهم بلغ عنا نبينا أنا قد لقيناك فرضينا عنك ورضيت عنا قال وأتى رجل ‏ ‏حراما ‏خال ‏أنس ‏من خلفه فطعنه برمح حتى أنفذه فقال ‏ ‏حرام ‏ ‏فزت ورب ‏ ‏الكعبة ‏ ‏فقال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏‏ لأصحابه { إن إخوانكم قد قتلوا وإنهم قالوا اللهم بلغ عنا نبينا أنا قد لقيناك فرضينا عنك ورضيت عنا }
رواه البخاري ومسلم

‏ ‏ سألنا ‏ ‏عبد الله ‏ ‏عن هذه الآية ‏ عن ‏ ‏مسروق ‏ ‏قال
ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون
‏قال أما إنا قد سألنا عن ذلك (أي رسول اله صلى الله عليه وسلم) فقال ‏{ ‏أرواحهم في جوف طير خضر لها قناديل معلقة بالعرش تسرح من الجنة حيث شاءت ثم تأوي إلى تلك القناديل فاطلع إليهم ربهم اطلاعة فقال هل تشتهون شيئا قالوا أي شيء ‏ ‏نشتهي ونحن نسرح من الجنة حيث شئنا ففعل ذلك بهم ثلاث مرات فلما رأوا أنهم لن يتركوا من أن يسألوا قالوا يا رب نريد أن ترد أرواحنا في أجسادنا حتى نقتل في سبيلك مرة أخرى فلما رأى أن ليس لهم حاجة تركوا }
رواه مسلم
عن ‏أبي هريرة ‏رضي الله عنه عن رسول الله ‏صلى الله عليه وسلم ‏أنه سأل جبريل عن هذه الاية :
{ ( ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون )
من الذين لم يشأ الله ان يصعقهم ؟ قال
( هم الشهداء) }
صحيح رواه الحاكم

الخاتمة الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات والصلاة والسلام على النبي المصطفى وبعد :
نعم فقد عرفنا فضل الجهاد بالمال وبالنفس فهل سننفق في سبيل الله أم سيصيبنا الشح ويستبدل الله عز وجل قوم غيرنا
أما كيف يصل المال للمجاهدين فهناك طرق يستطيع المخلص الوصول إليها ويبذل المال ويكون مطمئن على ما بذل وتستطيع ذلك عندما تذهب وتسأل أولئك العلماء الربانيين والمجاهدين وهم ولله الحمد كثر في جميع بلاد المسلمين
واعلم أخي إن التبرعات التي تشرف عليها تلك المنظمات الحكومية فهي مثل أولئك الحكام لا يصل للمجاهدين منها شي والله يعلم حيث يذهبون بها
المهم أنت تعرف كيف تصل إلى تلك الأيادي الامينة التي بدورها توصلها إلى المجاهدين
فنهيب بك يا أخي للبذل في سبيل الله عز وجل
وبذلك تنصر إخوانك فعلا لا قولا
قال تعالى :


{ مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }
{ هَاأَنتُمْ هَؤُلَاء تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاء وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ }
{ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ }
هذا ما تيسر جمعه من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم اسأل الله العظيم أن يجعل له القبول وان ينفع به المسلمين وان يعز دينه ويذل عدوه .
وصلى الله وسلم على نبيه محمد وعلى اله وصحبه أجمعين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://tawbadz.mam9.com
 
باب من ابواب الجنة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مـنــتـــدى ** عــــــلى بــــــــــــــاب الجــنـــــــــة ** :: منوعات بيت النبي :: السيرة النبوية للأطفال-
انتقل الى: