المبحث الثاني
لزوم الجماعة إن من أهم الأمور التي ينجو بها المسلم من فتنة الصد عن سبيل الله - تعالى - ، وفتنة الاختلاف والتفرق لزوم الجماعة ( ) ، والحذر من أسباب الفرقة والاختلاف .
وإن في شرع ربِّنا المطهر ، المتمثل في الكتاب والسنة ما يدعو إلى لزوم الجماعة بقوة ، ويحذر من الاختلاف أيما تحذير .
قال ربنا - عز وجل - : واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا ( ) ، ومما جاء في تفسير الحبل ههنا أنه : لزوم الجماعة ( ) ، وقال عبدالله بن المبارك ( ) - رحمه الله - :
إن الجماعة حبل الله فاعتصموا
منه بعروته الوثقى لمن دانا ( )
وثبت في الحديث الصحيح : (( نضّر الله عبدًا سمع مقالتي هذه ، فحملها ، فرب حامل الفقه فيه غير فقيه ، ورب حامل الفقه إلى مَنْ هو أفقه منه ، ثلاث لا يغل عليهن صدر مسلم ، إخلاص العمل لله - عزّ وجل - ، ومناصحة أولي
الأمر ، ولزوم جماعة المسلمين ، فإن دعوتهم تحيط من ورائهم )) ( ) .
وثبت في الحديث الصحيح كذلك : (( إن الله لا يجمع أمتي على ضلالة ، ويد الله مع الجماعة ، ومَنْ شذّ شذّ إلى النار )) ( ) .
وفي الحديث الآخر : (( لا يجمع الله هذه الأمة على ضلالة أبدًا - قال : يد الله على الجماعة ، فاتبعوا السواد الأعظم ، فإنه من شذّ شذّ في النار )) ( ) .
* * *
قال الله - تعالى - : ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم ( ) ، وقال سبحانه : إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعًا لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يعملون ( ) .
يقول الحافظ ابن كثير - رحمه الله - تعليقًا على الآية الكريمة : (( والظاهر أن الآية عامة في كل من فارق دين الله ، وكان مخالفًا له ، فإن الله بعث رسوله بالهدى ودين الحق ، ليظهره على الدين كلِّه ، وشرعه واحد ، لا اختلاف فيه ، ولا افتراق ، فمن اختلفوا فيه وكانوا شيعًا وفرقًا كأهل الملل والنحل والأهواء والضلالات ، فإن الله قد برَّأ رسول الله مما هم فيه )) ( ) .
وكما جاء القرآن بالتحذير من الفرقة فقد جاء ذلك أيضًا في السنة الشريفة ، فقد ثبت في الحديث الصحيح أنه قال : (( من فارق الجماعة شبرًا فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه )) ( ) .
وثبت في الحديث الصحيح كذلك : (( من فارق الجماعة فإنه يموت ميتة جاهلية )) ( ) ، وفي الحديث الآخر : (( إن الله أمرني بالجماعة ، وأنه من خرج من الجماعة شبرًا فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه )) ( ) .
* * *
وكما جاءت الآيات والأحاديث بالحث على لزوم الجماعة ، والتحذير من الفرقة ، فقد اتبع سلفنا الكرام هذا الإرشاد من الكتاب والسنة ، وحرصوا على التآلف والاجتماع حتى وإن كانوا مختلفين في مسائل يقع فيها الاجتهاد ، ولم يكن ذلك الاختلاف سبب تفرق ووحشة ، أو نزاع ومخاصمة ، أو مفاصلة وهجران ، بل بقيت الأخوة الإيمانية ، والمودة قائمة وثابتة .
نعم لقد كان ذلك دأب السلف الصالح ، الذين كانوا يختلفون ويتناظرون مناظرة مناصحة ومشاورة ، مع بقاء الألفة والمحبة بينهم .
فالصحابة كم حصل بينهم من مسائل النزاع من هذا النوع في أبواب العبادات والمعاملات ؟ بل وفي مسائل قليلة من أمور الاعتقاد ، وكتب أهل العلم مليئة بالأمثلة .
ومع ذلك لم يعرف أن ذلك كان سبب خصومة وشقاق وهجران بينهم ، وخُذْ على سبيل المثال هذه القصة التي كانت من عبدالله بن مسعود فإن عثمان لمّا أتم صلاة الظهر والعصر بمنى أربعًا قال عبدالله : لركعتان متقبلتان أحب إليّ من أربع ، ولكني أكره الخلاف في الدين ، وصلّى مع الخليفة أربعًا مع أن له مستندًا من سنة الرسول ، ولم يؤدِ الاختلاف بين الصحابيين إلى شقاق أو بغضاء ( ) .
ثم تأمل كذلك هذه الحادثة التي وقعت للإمام الشافعي - رحمه الله - فإنه لقي يومًا يونس الصدفي ( ) - رحمه الله - فناظره في مسألة ، فافترقا ، ثم لقيه بعد ذلك ، فأخذ بيده ، وجعل يقول : ألا يستقيم أن نكون إخوانًا ، وإن لم نتفق في مسألة ( ) .
* * *
هذا وإن مما ابتليت به أمتنا اليوم ذلك التعصب الممقوت لأشخاص معينين ، ومعاداة آخين رغم أنهم من حملة الإسلام ، ودعاة القرآن ، وإن هذا لنذير هلاك إن لم ننتبه لذلك ، ونتدارك أنفسنا بالتآلف فيما بيننا ، وترك التحاسد والتباغض ، فلقد حذّر سلفنا الكرام من هذا الفعل الذميم ، والجرم الشنيع ؛ كل ذلك لما يترتب عليه من نتائج فاسدة ، وعواقب وخيمة .
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - : (( وليس لأحد أن ينصب للأمة شخصًا يدعو إلى طريقته ، ويوالي ، ويعادي عليها ، غير النبي ، ولا ينصب لهم كلامًا يوالي عليه ويعادي غير كلام الله ورسوله ، وما اجتمعت عليه الأمة ، بل هذا من فعل أهل البدع الذين ينصبون لهم شخصًا أو كلامًا يفرقون به بين الأمة ، يوالون به على ذلك الكلام ، أو تلك السُنة ، ويعادون
* * *
أسباب التفرق والاختلاف إن المتأمل في أسباب الفرقة والاختلاف يجد أن أبرزها ثلاثة أسباب : الابتداع ، واتباع الهوى ، والتعصب والتحزب .
1- الابتداع : والابتداع هو : ما خالف الكتاب والسنة أو إجماع سلف الأمة ، من الاعتقادات والعبادات ، وكل من دان بشيء لم يشرعه الله فذاك بدعة ، وإن كان متأولاً فيه ( ) .
وإن مما لاشك فيه أن للبدعة أثرًا كبيرًا في إلقاء العداوة ، والبغضاء بين أهل الإسلام ، ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - : (( والبدعة مقرونة بالفرقة ، كما أن السنة مقرونة بالجماعة )) ( ) .
وزيادة على أن البدعة تورث العداوة والبغضاء بين الناس ، فهي تورث أهلها الخزي في الدنيا ، والعذاب في الآخرة ، قال ابن عباس - رضي الله عنهما - عند قوله - تعالى - : يوم تبيض وجوه وتسود وجوه ( ) قال : (( تبيض وجوه أهل السنة والجماعة ، وتسود وجوه أهل البدعة )) ( ) .
وفي الحديث الصحيح : (( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردّ )) ( ) .
وقال ابن مسعود : (( الاقتصاد في السنة خير من الاجتهاد في البدعة )) ( ) .
ومن هنا يتبين لنا أن البدع هي سبب كل بلاء ، وعلة كل فتنة ، فقد كان المسلمون أمة واحدة ، وجماعة واحدة ، متآلفين على عقيدة واحدة ، ومنهج واحد ، على أيام رسول الله ثم في خلافة أبي بكر وعمر ، وبعد مقتل الخليفة الثاني بدأت الفتنة تطل برأسها ، ولا زال أهل الشر يسعون في الغواية حتى قُتل عثمان فتوالت الفتن ، وتتابعت ، وبدأت فرق الأهواء والبدع في الظهور ( ) ، فتفرقت الكلمة ، وبدأ الانشقاق عن جماعة المسلمين ، ولا حول ولا قوة إلا بالله !
2- اتباع الهوى : وهو في اللغة : (( محبة الإنسان للشيء ، وغلبته على قلبه )) ( ) .
وفي الاصطلاح : (( ميلان النفس إلى ما تستلذه من الشهوات من غير داعية الشرع ))
واتباع الهوى من أهم أسباب نشأة كثير من الفرق الضالة ، والطوائف المنحرفة ، لأن أصحاب هذه الفرق قدّموا أهواءهم على الشرع أولاً ، ثم حاولُوا جاهدين أن يستدلوا بالشريعة على أهوائهم ، وحرفوا النصوص والأدلة لتوافق ما هم عليه من البدع ، فلم يأخذوا الأدلة الشرعية مأخذ الافتقار إليها ، بل اعتمدوا على آرائهم وعقولهم في تقرير ما هم عليه ، ثم جعلوا الشريعة مصدرًا ثانويًا ، نظروا فيها بناءً على ما قرروه وأصلوه ، ولأجل ذلك كان السلف يطلقون على أهل البدع ، وفرق الضلال لفظة (( أهل الأهواء )) ( ) .
وإن جميع البدع والمعاصي التي تنشر في المجتمعات إنما تنشأ من تقديم هوى النفس على ما في كتاب الله - تعالى - وسنة رسوله ولذا جاء التحذير في الكتاب والسنة من اتباع الهوى ، فقال سبحانه : ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله إن الله لا يهدي القوم الظالمين ( ) ، وقال : ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب
وثبت في الحديث الصحيح : (( اللهم إني أعوذ بك من منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء ))
وفي الحديث الآخر : (( إن مما أخشى عليكم بعدي بطونكم وفروجكم ومضلات الأهواء ))
حقًّا إن الهوى أصل كل شر ، وأساس كل بلوى ، وإحداث في الدين على غير منهج قويم ، ولا طريق مستقيم ، ومن هنا يتبين لنا أن اتباع الهوى مما يوقع في الفرقة والاختلاف والخروج عن الجماعة التي أُمر الإنسان بلزومها ، وخاصة فيما يتعلق باتباع الهوى في الديانات ، ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية : (( واتباع الأهواء في الديانات أعظم من اتباع الهوى في الشهوات ))
وكان اتباع الهوى موجبًا للفرقة والاختلاف لأنه خروج عن الالتزام بالكتاب والسنة ، وإخراج المرء من اتباع الهوى من أعظم مقاصد الشريعة ، (( فإن المقصد الشرعي من وضع الشريعة إخراج المكلف عن داعية هواه حتى يكون عبدًا لله اختيارًا كما هو عبدالله اضطرارًا ))
3- التعصب والتحزب : وأعني بالتعصب أن يجعل العبد ما يصدر عن شخص ما من الرأي والاجتهاد حجة عليه وعلى سائر العباد .
وأعني بالتحزب : التجمع لشخص أو طائفة أو نحوهما ، والاعتقاد أنهم على حق ، وغيرهم على باطل .
والتعصب والتحزب شيمتان من شيم الضعف ، وخلتان من خلل الجهل ، يبتلي بهما الإنسان ، فتعميان بصره ، وتغشيان على عقله ، فلا يرى حسنًا إلا ما حسن في رأيه ، ولا صوابًا إلا ما ذهب إليه ، أو من يتعصب ويتحزب له .
ولهذا ذمَّ الله - تعالى - ورسوله هذه الخصلة ، وحذَّرا منها أيما تحذير ، قال سبحانه : وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه أباءنا أوَلو كان آباؤهم لا يعقلون شيئًا ولا يهتدون ( ) وقال : وإذا قيل لهم آمنوا بما أنزل الله قالوا نؤمن بما أنزل علينا ويكفرون بما وراءه وهو الحق مصدقًا لما معهم
وثبت في السنة الشريفة أن عدي بن حاتم ( ) قال : أتيت رسول الله وفي عنقي صليب من ذهب ، فقال لي : (( اطرح هذا الوثن من عنقك )) ، قال : فطرحته . قال : وانتهيت إليه وهو يقرأ سورة براءة ، وقرأ هذه الآية : اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابًا من دون الله ( ) . قال : فقلت : يا رسول الله ، إنا لسنا نعبدهم . قال : (( أليس يحرمون ما أحل الله ، فتحرمونه ، ويحلون ما حرم الله فتستحلونه )) ؟ قال : قلت : بلى . قال : (( فتلك عبادتهم )) ( ) .
* * *
هذا وإن مما يؤلم القلوب ، ويقطع الظهور هذا الخلاف الواقع بين كثير من المنتسبين للإسلام ، حين غرهم الشيطان ، وضحك عليهم ، فزين لهم الاقتتال فيما بينهم بحرب كلامية ، لا تزيدهم إلا تباغضًا وحقدًا ، وأشغلهم عن النظر في أمور المسلمين ، فلم تؤلمهم دماء الأبرياء من المسلمين ، التي تنزف تحت براثن القهر الكافر ، ولم تقض مضاجعهم أعراض المسلمين التي تنتهك تحت وطأة المجرمين ، ولم يوجع قلوبهم تفشي الجهل في كثير من المنتسبين إلى الإسلام !
أقول : هذا الخلاف الواقع بين أولئك قد علا سهمه ، وراج سوقه ، ونفقت بضاعته ، رغم أنه خلاف في مسائل اجتهادية ، يعذر المخالف فيها ( ) .
ولقد وُجِد في زماننا هذا أناس قد غرهم الشيطان ، وزين لهم أعمالهم ، فهم يعمهون !
أناس سموا أنفسهم بالسلفيين ، ورموا غيرهم بالابتداع ، ووصفوهم بالأوصاف السيئة ، والخصال الشنيعة ، ممن لا يصدق عليهم هذا الوصف مطلقًا ، فنشأت عن ذلك حزبية ممقوتة ، وتصعب مذموم ، لا تزال آثارها الموجعة ، تعصف بأبناء الأمة إلى وقتنا هذا !
وكان مما آلمني وأثار أشجاني وآلامي أنني قابلت أحد السالكين لهذا المسلك المشين ، فحدثني ، وحدثته ، ولم أكن أعرف سلوكه هذا إلا بعد أن أنكر عليَّ أني أحمل بين يدي كتابًا لداعية من أكبر دعاة الإسلام في هذا العصر ( ) ، وكأنه مبتدع من أكبر مبتدعي هذا الزمان ، ولم يكن إنكاره عليَّ لشيء إلا لأن شيوخه الذين يتسمون بالسلفيين لا يحبونه ، ولا يقرأون له ، يفعل ذلك رغم أن السَّلف حذَّروا من محاكاة الرجال في اعتقاداتهم وأقوالهم ، وإن كانوا مشهورين ( ) .
ولابد من الإشارة هنا إلى أنه وإن وردت كلمة ( السلفية ) في الآثار إلا أنها إذا استخدمت للتحزب والتعصب إلى فريق معين فإنها تكون ممقوتة في الشرع ، فقد جاء في السيرة في أحد مغازي النبي أنه اقتتل غلامان : غلام من المهاجرين ، وغلام من الأنصار ، فنادى المهاجر : يا لَلمهاجرين ، ونادى الأنصاري : يا لَلأنصاري ، فخرج رسول الله فقال : (( ما هذا ، دعوى أهل الجاهلية ؟! دعوها فإنها منتنة )) ( ) ، مع أن هذين الاسمين (المهاجرين والأنصار) جاء بهما القرآن ، وهما محبوبان لله - تعالى - ولرسولـه ولمَّا استخـدما لنـوع مـن العصبيـة صـار ذلك من فعل الجاهلية ، وأخبر - عليه الصلاة والسلام - أن هذه الدعوى منتنة؛ لأنها تدعو إلى التفرق والتفكك ( ).
وقريب من هذا ما حصل لابن عباس - رضي الله عنهما - حسن سُئل : أأنت على ملة عليّ ، أو على ملة عثمان ؟ فقال : لستُ على ملة علي ولا على ملة عثمان ، بل أنا على ملة رسول الله ( ) .
* * *
ولقد كان من آثار ذلك التحزب الممقوت أنه نشأ فئام من الناس ، غَلَوا في طائفة من العلماء ، وأعرضوا بكليتهم عن جمع من العلماء والدعاة والمصلحين ، من أولئك الرجال الذين يستنار بأقوالهم ، ويستفاد من فهومهم ، وما ذاك إلا من تلبيس الشيطان عليهم ، ثم إن شيوخ هؤلاء لو كانوا عقلاء حقًا لأنكروا عليهم هذا الفعل الذميم ، كما كان السلف يفعلون ذلك ، فهذا عمر بن الخطاب يقول على المنبر : (( إذا أصبت فأعينوني ، وإذا أخطأت فقوموني )) . فقاله له رجل من بين الناس : (( إذا أخطأت قومناك بسيوفنا )) ! يقول عمر ما قال ، ويرضى بالرد ، لأنه لا يرضى بتعبيد الناس للناس ، ومصادرة عقولهم ، وتغييبها عن الساحة ، بل يطالبهم بالمشاركة ، والناس لا يرضون بالتبعية والعجز ، وهكذا تبنى الأمم .
وإن من المؤسف جدًا أنه بلغ من جراء ذلك التحزب لطائفة معينة أن بعضهم قد ضحك الشيطان عليهم ، فتركوا الاشتغال بعيوب أنفسهم ، وصار همهم الأوحد ، وشغلهم الشاغل أن ينصبوا شباكهم لرجال من علماء الإسلام ودعاته ، قد سخروا جهودهم وطاقاتهم لخدمة الإسلام وأهله ، فأخذ هؤلاء يرمونهم بأبشع الألفاظ ، وأخس الأفعال ، بل لقد بلغ بهم الخذلان من الله - تعالى - أنهم أخذوا يطلقون لفظ ( الكفر ) على هؤلاء العلماء والدعاة - عياذًا بالله تعالى - .
وهذا والله من أعظم البلاء الذي أصيب به بعض الناس في هذا العصر ، وإنَّ رمي الإنسان بالكفر وهو منه براء جرم عظيم ، وخطر كبير ، ذلك لأن من رمى أحدًا بالكفر
وهو منه بريء - رجع عليه - ولربما خُتم له بالسوء ، فمات كافرًا - نعوذ بالله تعالى - من هذه الحال .
ومن هنا فإن ينبغي أن يفهم جيدًا أنه ليس من حق كل أحد أن يطلق التكفير ، أو يتكلم بالتكفير على الجماعات ، أو على الأفراد ، إذ هو من صلاحيات أهل العلم ، الراسخين فيه ، الذين يعرفون الإسلام ونواقضه ، ويدرسون واقع الناس والمجتمعات ، هؤلاء هم أهل الحكم بالتكفير ، أما الجهال ، وأفراد الناس ، وأنصاف المتعلمين فلا يجوز لهم التكفير ، وإن لم يتوبوا من هذا الفعل فهم على خطر عظيم ( ) .
لتحميل الرابط
http://www.almaktba.com/out.php?bid=5